ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذيل الزهرة | 295
(283-296)

ولا حد ولا قيد لتجليات اسمائه وصفاته، وجميع الخلق في قبضة قدرته، والسموات مطويات بيمينه، لا تتحرك ذرة في الكون الاّ باذنه، لاشريك له في ملكه والوهيته، ولا منازع له في جبروته وربوبيته، ولا اله الاّ هو.
نعم! لو كانت وظيفتك في الدنيا الاشتراك مع فاطرك في ربوبيته سبحانه، لكانت المناسبة لازمة في المعاملة معه، لكن هيهات! اين يد البعوضة من نسج قميصات مطرزات قُدّت على مقدار قامات هذه العوالم، بل وظيفتك في فطرتك وغاية كمالك في استعداد ماهيّتك انما هي: العبودية التي على المحوية تنبتت، ومنها ابتدأت والى المحبوبية انتهت، واياها اثمرت. والعبودية ضد الربوبية والمالكية. فعدم المناسَبة هي المناسِبة. فبدرجة علمك ببعدك عن الربوبية والمالكية تصير عبداً محبوباً مرحوماً.
وان العبودية مرآة الربوبية بالضدية ككتابة الحروف النورية على صحيفة الظلمة، فكلما تقربت الى العدم تراءت منها اعالى مراتب جلوات الوجود للواجب الوجود جل جلاله ولا اله الاّ هو..
اعلم!(1) يا من يتوهم المبالغة في بعض ماورد في فضائل الاعمال!
مثلاً: قد يروى: من فعل هذا مثلاً كان له مثل ثواب الثقلين.. حتى قال بعض: ان المراد الترغيب فقط، وبعض: مطلق الكثرة. وقد انكشف لي في ما مضى؛ ان القضية في تلك المتشابهات مطلقة وقتية يكفي في صدقها وجود الحكم في بعض الافراد، في بعض الاوقات، فليست تلك القضايا كلية؛ اذ لصحتها شرائط غير مذكورة معروفة. فان كانت كلية فهي قضية ممكنة، وكذا ليست دائمة لتقيدها بالاخلاص وبالقبول.
---------------------

(1) الغصن الثالث من الكلمة الرابعة والعشرين يوضح هذه المسألة

لايوجد صوت