ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذرة | 299
(297-307)



e
يا من له الملك وله الحمد صلّ وسلم على سيد البشر الذي قلتَ له: ﴿يا ايها النبيّ﴾(الانفال:64).
فقال: لبيك !.. بحيث اسمع من عرفاتٍ ملائكةَ السموات العليا.. فقلتَ : بشّر وأنذر. فنادى بـ ﴿يَا ايّها النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُم﴾(البقرة:21) بحيث اسمع ادوار الزمان واطراف المكان.. اذ صار ﴿بشيراً ونذيراً﴾(البقرة:119) بطور المشاهِد.. اذ يشاهد فيشهد منادياً لاجيال البشر خلف الاعصار والاقطار.. اذ اسمع فهذا صدى صُوته يُسمَع باعلى صوته.. اذ قد ملأ الدنيا بنداء القرآن وبجميع قوّته.. اذ قد استولى على نصف الارض وبكمال جديته بشهادة سِيَره، وبغاية وثوقه بشهادة زهده في الدنيا، ونهاية اطمئنانه بشهادة قوة دساتيره ومعالمه، وبكمال ايمانه بشهادة انه كان اعبدَ واتقى من الكل.
اعلمى! يا ايتها النفس الجاهلة ! ان الابواب المفتوحه النظارة الى الله عدد طبقات العالم وصحائفه، وعدد المركبات المتصاعدة والمتنازلة. فما اجهلك اذا انسد في وجهك بابٌ عادي تتوهمين انسداد كل الابواب. مَثَلك كمثل مَن إذا لم يَرَ أو لم يعرف في بلد فرسان العسكر مع وجود سائر جيوش السلطان وخدامه ودوائر حكومته ، يشرع ينكر وجود السلطان ويؤِّل كل شعائره ومعالمه .

لايوجد صوت