ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | ذرة | 307
(297-307)

المطلق يتعسر، بل يتعذر ارضاء الكل واتفاقهم على ايفاء مصلحته. ثم بعد الاتفاق يحتاج الى اذن السلطان، واذنُه يتوقف على ارضائه ان كان اكراما، وان كان استدراجاً فلا بحث..
اعلم! ان الواجب الوجود كما لا يشبه الممكن في الذات والماهية، كذلك لا يشبهه في افعاله.
مثلا: لا فرق بالنسبة اليه بين القريب والبعيد، والقليل والكثير، والصغير والكبير، والفرد والنوع، والجزء والكل بالحدس الشهودي. وكذا لا كلفة ولا معالجة ولا مزاولة ولا مباشرة في فعله، خلافا للممكن. ولهذا يتحير العقل في فهم كنه افعاله تعالى فيظن الفعل لا فعلا.(1)
.. .. .. (2)
اعلم! ان انياب الاسد كما تدل ان من شأنه الافتراس، وان لطافة البطيخ على انه للأكل، كذلك استعداد الانسان يدل على ان وظيفته الفطرية العبودية. وان علوية روحانيته واشتياقه الى البقاء والابدية تدل على ان الانسان خُلق اولا في عالم ألطف من هذا العالم، واُرسل الى هنا، ليتجهز ويعود اليه. وان كونه ثمرة شجرة الخلقة يدل على ان من الانسان من هو نواة انبت منها الصانعُ شجرة الخلقة، وما تلك النواة الا من اتفق كل الكُمّل بل نصف البشر - بسر انصباغ العالم بصبغته المعنوية - على انه افضل الخلق بالتمام، وهو نور سيد الانام الفاتح الخاتم عليه الصلاة والسلام..

* * *
---------------------

(1) فينكر الفاعل (ت: 169).
(2) في (ط1) : (اعلم) : ان الوجدان (قلب كاذب) للنفس، يبنى من انقاض القلب، بعد خرابه بالغفلة وموته بالهوى ، وموقع هذا الوجدان بين الجنبين تحت الصدر فوق رأس المعدة.

لايوجد صوت