اعلم! ان الله بكمال قدرته صير جميع ذرّات الكائنات عبيداً لشريعته الفطرية واوامره التكوينية. فكما يقول للذباب كن هكذا، فيكون هكذا.. كذلك يقول بعين السهولة لجميع الحيوانات كونوا بهاتيك الصفات وبهاتيك الاشكال وبهاتيك الاعمار، فيكونون كما امروا بلا كلفة !...
اعلم! ان القوة والقدرة التي اخذت هذه الاجرام في قبضتها، ونظمتها كتنظيمك فصوص الجواهر على مرآتك بيدك، لا تعجز عن شئ ولا تساعد لمداخلة شئ ما في دائرة تصرفها.
اعلم! انه كما لا ريب في اتحاد القطرة مع البحر في كونهما ماء، ومع النهر في كونهما من السحاب، واتحاد شُميسة القطرة مع شمس السموات، واتحاد السمك مثل الابرة مع السمك الذي يسمّى بـ ( بالينه بالغى ) في النوع، واتحاد الحبة مع الصُبرة.. كذلك ان الاسم المتجلي على حجيرة في جزء من الجزئيات متحد في المسمى مع الاسم المحيط بالكون من الاسماء الحسنى، كالعليم بكل شئ مع الخالق لهذه الذرة، والمصوّر لهذه النحلة، والمنشىء لهذه الثمرة، والشافي لهذه العلة، بل محال ان لا يكون الواسع الاوسع عين الاسم للجزء الجزئي..
اعلم! انه لان العطالة والسكون والتوقف والاستمرار على طرز في الممكن - الذي ظهور وجوده بتغيره - نوعُ عدمٍ في الاحوال والكيفيات، والعدم ألم محض وشر صرف، كانت الفعالية لذة شديدة والتحول في الشؤون خيراً كثيراً، ولو كان ألماً ومصيبة. فالتأثرات والتألمات حسنة من جهات، قبيحة من جهة.
فالحياة التي هي نور الوجود تتصفى بالتأثرات، وتتصيقل بالتألمات.. فلا تنافرها الحياة. فلا توزَنْ بميزان البقاء العائد للحي، بل بميزان الظهور والمعكسية لتجلّي شؤون (المحيي) جل شأنه، اذ