ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | القطعة الثالثة | 317
(314-321)

للمحيي في الحياة الوف حصص، وللحي حصة عرضية. كمالُها في تبعيتها لحصص المحيي.
فتزيّن الحباب بشُميسيته في آنٍ سيال لا يعطي له حقاً بدرجة يعارض الشمس في حقوق تجلياتها المشحونة بالحكم الجسيمة. إلاّ ان حباب الانسان اذا آمن ينقلب بالايمان زجاجة كأنها كوكب دريّ يوقد مصباحها من اشعة شمس الازل..
اعلم! انه كيف يمكن ان يصنع احدٌ جميع اساسات قصر واثاثاته وتركيباته المتوجهة جميعاً الى بناء القصر الواحد، ولا يكون القصر علة غائية لذلك الصانع(1)، ولا يكون ثمرات القصر عائدة اليه. ايها الانسان !. الارض قصر والعالم قصر.
اعلم! ان الله جل جلاله تعرّف الينا بخلقه ومصنوعاته وتودّد بنعمه وانعاماته وتحبّب برزقه ورحماته، ففعل هاتيك لتلك، بل كأنها هي. وهكذا تجلى كل اسم من اسمائه الحسنى. فمن تفَهّمَها منها كما هو حقها - بتفهيمه تعالى - ثم فهّمها لغيره كافةً - باذنه جلّ شأنه - يحق له ان يقال في حقه: (لولاكَ لَولاكَ لمَاَ خَلَقْتُ الاَفْلاَك) وما هو الا الرابط المتين الامين بين السموات والارض، الذي ارتبط العرش بالفرش بالحبل المنسوج على قلبه الذي هو اشرف الكائنات جنساً، واكملُ ذوي الحياة نوعاً وسيدُ النوع الذي شُرّف بالخلافة شخصاً، وهو سيد المرسلين وامام المتقين، حبيب رب العالمين محمد عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام أبد الآبدين..

----------------------

(1) في (ط1) : لذلك الصانع ولو معلوما مبصراً، ولا يكون في تدبيره وتصرفه ، بل لا يمكن اصلا، كذلك انت قصر والارض قصر.

لايوجد صوت