ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شعلة | 398
(393-427)

وحياتها ومماتها، وفقرها ويبسها، وتبرجها وتزينها بأذنك الكريم وصُنعك الحكيم.
سبحانك يا من تسبح لك البحورُ بكلمات - هي: عجائبُ مخلوقاتها.. وبمنظومات نغماتها بلسان نظامها وميزانها وحكمتها وغاياتها.
سبحانك يامَن جعل الارض مهاداً والجبال أوتادا. تسبح لك الجبال بافواه عيونها وانهارها واشجارها، بلسان نظاماتها وموازينها وغاياتها ومخازنها.
سبحانك يامن جعل من الماء كل شئ حي. ويامن تسبح لك الحيوانات بافواه حواسها وحسياتها وجهازاتها واعضائها وصنعتها وصبغتها وعقولها وقلوبها، بألسنة نظاماتها وموازينها، وبأسئلة استعداداتها واحتياجاتها ودعواتها وتنعماتها، في اوطارها، وتقلباتها في اطوارها وحياتها ومماتها.
سبحانك يا مَن تسبح بحمدك الهوامُ في الهواء عند دورانها بزمزمة هَزَجاتها بشكرك، والطيورُ في اوكارها مع افراخها بسجعاتها ونغماتها شكراً لك، بلسان نظامهما وميزانهما، وصنعتهما ونقوشهما وزينتهما كما تناديان على إحسانك، وتصيحان على نعمتك بأظهار شكرك في وقت تلذذاتهما بثمرات نعمتك، وتنعماتهما بآثار رحمتك.. كما تسبح بحمدك الحشرات في قرارها بدمدمتها، والوحوش في قفارها بغمغمتها بألسنة نظاماتهما وموازينهما وصورهما واشكالهما وتنعماتهما الكريمة وتقلباتهما الحكيمة..
سبحانك ما الطف صنعَك وما انفذ حكمك!
سبحانك يا مَنْ تُسبح لك الاشجارُ صريحاً بغاية الوضوح عند انفتاح اكمامها، وتزايد اوراقها، وتكامل ثمارها، ورقص بناتها على ايادي اغصانها؛ بافواه اوراقها الخضرة، وازهارها المتبسمة، واثمارها الضاحكة بلسان نظاماتها وميزانها وطعومها اللذيذة، والوانها الجميلة، وروائحها اللطيفة، ونقوشها المستحسنة، وزينتها

لايوجد صوت