ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | شعلة | 399
(393-427)

المستملحة.. كما تمجّدك وتنادي على كمال رأفتك، وتصف تجليات صفاتك، وتُعرّف جلوات اسمائك، وتفسر تحببك، وسياستك لمصنوعاتك؛ بما يترشح من شفاه ثمارها من قطرات لمعات جلوات تحبُّبك وتعهّدك لمخلوقاتك..
سبحانك ما ألطف برهانك في احسانك، وازين لُطفك في توددك!.
سبحانك يا من تسبح لك النباتاتُ بكمال الوضوح والبيان عند تنوّر ازهارها، وتبسّم بناتها، وانكشاف اكمامها واشتداد حبوبها، بافواه ازاهيرها وسنابلها بكلمات حباتها المنظومة وبذورها الموزونة بلسان نظامها الارق وميزانها الادق.. كما تمجّدك وتعرّفك وتشفّ عن وجه تحببك، وتصف صفاتك وتذكر اسماءك وتفسر توددك وتعرفك الى عبادك؛ بما يتقطر من عيون ازاهيرها واسنان سنابلها، من رشحات جلوات توددك وتعرفك الى مخلوقاتك..
سبحانك ما الطف برهانك وما اَنوَرَه وما احلاه وما ازينه!.
سبحانك يا من اَنْزَل الحَديد فيه بَأس شَديد ومَنافع للناس، تسبِّح لك المعادنُ بانواعها واجناسها واشكالها وخواصها وخاصياتها وفوائدها ونقوشها وتزييناتها، بلسان نظاماتها المرصوصة وموازينها المخصوصة.
سبحانك يا من تسبح لك العناصرُ باجتماعاتها المنتظمة بامرك وقدرتك، وتركباتها الموزونة باذنك وصنعك الحكيم.
سبحانك يا من تسبح لك الذراتُ بفويهات تعيناتها ووظائفها بألسنة نظاماتها وموازينها، وعجزها المطلق في ذاتها مع حملها - بحولك - وظائف عظيمة، كما تشهد كلُ ذرة منها على وجوب وجودك بلسان عجزها بنفسها عن تحمل ما لاتطيق هي على حملها من وظائفها العالية العجيبة في دقائق نظام الكون. حتى ان كلاً منها كمثل نحلة نحيلة حملت عليها نخلةً طويلةَ، كما تشير كل ذرة منها الى وحدتِك بنظر وظائفها وتوجه حركاتها الى النظام العام المحيط الدال بالقطع

لايوجد صوت