البرهان الاول: وهو حقيقة محمد y
تلك المجهزة بالرسالة والاسلام، فمن حيث الرسالة تتضمن شهادة أعظم اجماع واوسع تواتر لجميع الانبياء عليهم السلام. ومن حيث الاسلام تحمل روح الاديان السماوية كلها وتصديقها المستند الى الوحي.
فالرسول الكريم y يبين للبشرية جمعاء وجود الله ووحدانيته في جميع اقواله الصادقة المصدّقة بمعجزاته الباهرة، وبشهادة الانبياء عليهم السلام وتصديق الاديان كلها. فهو y يظهر ذلك النور باسم المصطفين الاخيار من البشرية الذين اتحدوا في هذه الدعوة.
تُرى هل يمكن ان يتسلل الباطل الى مثل هذه الحقيقة الباهرة التي تنال هذا القدر من التصديق، وتبصرها العيون النافذة في الحقائق، فتراها واضحة جلية خالصة لا شائبة فيها؟.. كلا.. ثم كلا.
البرهان الثاني: وهو كتاب الكون
نعم ! ان حروف هذا الكتاب ونقاطه فرداً فرداً او مجموعة، يتلو كلٌ بلسانه الخاص: ﴿وان من شئ الاّ يسبّح بحمده﴾(الاسراء: 44). ويبين وجود الخالق العظيم ووحدانيته.. فكل ذرة في الكون تشهد شهادة صادقة على وجوب وجود الخالق الحكيم جل جلاله. فبينما تراها تتردّد بين امكانات واحتمالات غير متناهية، في صفاتها وذاتها وأحوالها ووجودها، اذا بها تنتعش وتسلك طريقاً معيناً، وتتصف بصفة معينة، وتتكيف بحالة منتظمة، وتسير وفق قانون مسدّد، وتتوجه الى قصد معين.. فتنتج حِكماً ومصالح تبهر الالباب.. فتزيد سطوع الايمان بالله في اللطيفة الربانية الممثلة لنموذج عوالم الغيب في الانسان. أفلا تنادي الذرة بلسانها الخاص وتصرّح بقصد صانعها الجليل، وبحكمته البالغة؟. فكل ذرة من الذرات كما انها تدل على