ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 454
(451-507)

فيه نحلةٌ او نخلةٌ هو ايضاً مُلكُه. وهكذا الكلُّ شاهدُ الكلّ. وكلٌ دليلُ كلٍّ.
والدليل على انّ السكّاتِ والخواتمَ في جميع الأقطار لِمَلِكٍ واحدٍ ومالكٍ صمدٍ؛ وحدةُ زمانِ ضَربها ووضَعِها. ففي آن واحدٍ يُوجَدُ ما لايُحدّ في أقطار الأرض من المتماثلات من أجناس الأشياء.
فما هذا التوافق في الوجود والايجاد والصورة والإنشاء والزمان إلاّ لأن صانعَها واحدٌ أحدٌ لايمنعُه فعلٌ عن فعل ولايُشغلُهُ شأنٌ عن شأن ولا يلهيه قولٌ عن قول ولا يختلطُ عليه سؤالٌ - قولاً أو حاجةً او استعداداً - بسؤالٍ كذلك، جلّ جلاله ولا اله الاّ هو.
اعلم!(1) انّك إن شئْتَ أنْ ترشُف إعجازيةً اُفيضتْ على قلبي من عمان القرآن.. فاستمعْ بقلبٍ شهيد ما اخاطب نفسي.
أيها السعيد الغافل حتى عن نفسه وعن غفلته!.
ان الغفلةَ والكفرانَ والكفرَ تأسسّتْ على محالات متضاعفة متسلسلة غير محصورة؛ ِاذْ اذا نظرتَ الى ايّ شيء كان لاسيما من ذوي الحياة ثم غفلتَ بسبب عدمِ الاسنادِ اليه تعالى - اي الى الاله الواحد - لَزِمتك هذه المحالات العجيبةُ بقبولِ آلهاتٍ بعدد أجزاء التراب والهواء والماء.. بل بعدد الذرات ومركباتها.. بل بعدد تجليات الله.. ولو أمكن عدمُ الاسناد لما لَزِم من فرضِ وقوعِهِ محالٌ - اذ اذا لَزِمَ المحالُ فهو ممتنعٌ، لاممكنٌ، مع انه لايلزمُ محالٌ واحد - بل محالاتٌ غير محصورة.
امّا لزومُ آلهاتٍ بعددِ أجزاءِ التراب: فلأنّك تعلم ان أيّ جزء من التراب ترى، يَصْلُح لحصول أيِّ نباتٍ وشجرٍ وأيَّةِ زهرة وثمرةٍ.. فاِنْ شِئْتَ عين اليقين فاملأ قصعَتك هذه من التراب.. ثم ادفن فيها نواةَ

------------------------

(1) توضيح هذا البحث في الكلمة الثانية والعشرين وبخاصة اللمعة الرابعة والثامنة، وكذا رسالة (الطبيعة).

لايوجد صوت