ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 456
(451-507)

النبات.. من أصدق شاهدٍ على أن خلَقها هكذا لا يُتصور الاّ ممن خَلق السموات والأرض، الذي تتساوى بالنسبة الى قدرته الذرات والشموس.
وإن نشأتْ غفلتُك من مذهب الطبيعيين، لَزِمك لحفظ غفلتك - ان كنت ذا شعور - ان تقبل في قصعتك وجود قدرةٍ بصيرةٍ خارقةٍ، بحيث تقتدر على تصوير جميع الأثمار والأزهار وانشائها وابداعها.. وكذا وجود علمٍ محيطٍ بتفاصيل خواصها وخاصيّاتها.. وكذا وجود اِرادة علمية بتفاريق موازينها ولوازماتها.. وهكذا من سائر الأسماء المطلقة المحيطة التي لايمكن ان يكون مسمىً لها:
الاّ مَن ﴿يطوي السّماء كطيّ السّجل للكتب﴾(الانبياء:104) ومَنْ؛ كما ان الأرضَ قبضتُه يتصرف فيها كيفما يريد، كذلك القلبُ بين أصبعيه يقلّبه كيفما يشاء، لا يُشغله كبيرٌ عن صغير، ولا يُلهيه خطيرٌ عن حقير..
والاّ مَن يتجلّى بنور قدرته على العرش والشمس والذّر، باليسر والتساوي؛ كانعكاس الشمس على البحر والمرآة والقطرات بكمال السهولة والمساواة في ماهية الفيض وان تفاوتت الكيفية التابعة للقابلية.
كما يشهد لهذا السرّ ما يشاهَد في الربيع من الجود المطلق نوعاً.. في الاتقان الأكمل - شخصاً - في السهولة المطلقة، في السرعة المطلقة في ايجاد ما لايحدّ من أفرادِ ما لايعدّ من أنواع الأزهار والأثمار المنثورة والمنشورة في غالب وجه الأرض في زمان واحد..
ثم أفرغ قصعَتك في هذا التراب واملأها من صُبرة الأرض واعمل في هذا أيضاً كل المعاملة الجارية في أخيه الأول، ثم جدّد الكيل والمعاملة الى ان تكيل كل التراب.

لايوجد صوت