ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 459
(451-507)

فيامَن بيده ملكوتُ كل شئ، وبيده مقاليدُ كل شئ، ويامَن هو آخذ بناصيةِ كل شئ، ويامَن عنده خزائن كل شئ، لاتكِلنا الى أنفسنا، وارحمنا، ونوّر قلوبنا بنور الايمان والقرآن.
﴿إن وَعدَ الله حقٌ فلا تَغرنّكُمُ الحياةُ الدنيا ولا يَغرنّكُم بالله الغرور﴾ (لقمان:33)
اعلم!(1) أيها السكران السفيه الغافل الضّال! تورطتَ في مزبلة الدنيا فتريد اضلال الناس بتصوير تلك المزبلة معدن السّعادة ليتخَفّف عنك. فان امكن لك قلب أربعِ حقائق فاصنع ما شئت.
احدها: الموت. مع انّك لاتقلِب، بل تبدّل الموت الذي هو تبديل لمكان في نظر المؤمن اعداماً أبدياً.
والثاني: العجز في مقابلة الحاجات والأعداء الغير المحصورين، مع انك تحوّل العجز المنجر للاستناد الى القدير المطلق - كأن العجز داعٍ يدعوك اليه - الى عجز مطلقٍ مع اليتم وعدم نقطة الاستناد..
والثالث: الفقر في الأكثر المطلق، مع انك تصرّف الفقر - الذي هو وسيلة التوجه الى خزينة الغني المطلق كأن الفقر تذكرة دعوة - الى فقرٍ مظلمٍ مؤلم متزايد بتزايد رذائل المدنية.
والرابع: الزوال؛ اذ زوال اللذة ألمٌ دائم. فلا خيرَ في لذةٍ لاتدوم. مع انك تحول الزوال - الذي هو وسيلة الوصول الى اللذة الباقية ان قارن نية صالحة - زوالاً أليماً، لا الى بديلٍ، مورثاً آلاماً وآثاماً.
فمَن ينتظر الموت دائماً.. ويحيط به العجز.. ويستولي عليه الفقر.. وهو على جناح السفر.. انما ينخدع بسفسطياتك حالةَ السُكر فقط، والسُكر لايدوم. [5] فالتي تسميها سعادة الحياة هي عين شقاوةِ الحياة من كل الوجوه، وانما تكون سعادة ظاهرية بشرط دفع الموت

--------------------

(1) الكلمة الثامنة توضح هذا المبحث بتمثيل لطيف.

لايوجد صوت