ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 488
(451-507)

فيا مَن له أدنى شعور - ولو كشعرة - هل يمكن مشاهدة هذه السهولة المطلقة في الجود المطلق في رخيصية مطلقة ومع شهود هذه الحكمة العامة في الانتظام المطلق، ان يستند خلق الشئ كهذه الرمانة مثلاً الى أسباب جامدة، لكن تجلب جهازات أكثر الأشياء لتصنيع ذلك الشئ الواحد الذي هو مثال مصغر لكل تلك الأشياء.. وان لا تكون لهذه الرمانة غاية الاّ أكلها في دقيقة للذة حيوانية.
نعم! كيف تساعد هذه الحكمة التي وظّفت رأس الانسان في حواسه، بوظائف عديدة، لو خصصت لكل وظيفة منها في رأس الانسان مقدار خردلة لصار رأس الانسان كجبل الطور.
انظر الى لسانك ووظائفه، ومن بعض وظائفه، وزنه لجميع مدخّرات خزائن الرحمة..
بل وكيف توافق تلك الحكمة لأن لا تكون لمثل هذه الرمانة الخارقة الصنعة غاية الاّ أكلك في آن في غفلة. فمحال ظاهر أن يثمر رأسك جبلاً من الاثمار، وان لا يثمر مثل الجبل الاّ ثمرة كرأسك. اِذ يلزم حينئذٍ جمع نهاية الحكمة مع نهاية العبثية، وهو من أمحل المحال وأبطل الباطل، بل تلك الرمانة، كأمثالها تضمنت قصيدة في بيان الأسماء الحسنى، فأفادت معانيها، فوفّت فتوفّت فدفنت من فيك فيك.
سبحان من تحيّرت العقول في صنعته.

[10] هذه نَورةُ من شجرة آية:
﴿تُسَبِّحُ لَهُ السَّمواتُ السَّبْعُ والاَرضُ وَمَن فِيهِنَّ وَاِنْ مِنْ شَئ اِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾(الاسراء:44) رأيتها وقت انكشاف الأزهار من الاشجار في زمن الربيع فهيّجت جذبتي فتفكرت في تسبيحاتها فتكلمت أنا لي لا لغيري بهذه التسبيحات الفكرية فظهرت هكذا في بعضها رقص

لايوجد صوت