ﻤﺜـﻨـوﻯ نورية | نــور | 504
(451-507)

[16] اعلم!(1) أيها المسلم ان لك في تطبيق عملك العرفي ومعاملتك العادية على الأصول الشرعية.. خزينةً أخروية واِكسيراً كبيراً. يصير به كلُّ عمرك عملاً، وكلُّ عاداتك المباحة عبادةً، وغفلتُك بمشاغلك حضوراً.
مثلاً: اذا بعتَ أو اشتريت شيئاً وعملت بما يقوله الشرع في تلك المعاملة فتخطرتَ حُكمه في الايجاب والقبول، صار لك نوع حضورٍ وعبادةً واطاعة وعملاً أخروياً، فقِس واغتنم.
طوبى لمن نوّر حركاته بالآداب الشرعية. فيا سعادة مَن وفّقه الله لإتباع السنّة في أعماله ومعاملاته حتى أورث عمره الفاني أثماراً باقية.. وياخسارة مَن خَذَله الله باتباعِ الهوى فاتخذ الهه هواه حتى صار عمُره هواءً وعمله هباءً.
اللهم وفّقنا لمرضاتك والعمل بكتابك وسنة نبيّك. آمين.
اعلم!(1) انه كما ان من الانسان مَن هم رُعاة، ولهم نظارةٌ على تنظيم حركات قسمٍ من الحيوانات، ونوع محافظةٍ له.
وكذا منهم زرّاع لهم نظارة على تنظيم زرعِ قسمٍ من الحبوبات، ونوع ترتيب له.
كذلك اِن من الملائكة مَن هو راعٍ بنوع من الحيوان في مرعى وجه الأرض. لكن ليس كالأنسان بل نظارتُه وَرَعْيُه بمحض حساب الله وباسمه وبحوله وبأمره، بل نظارتُه هي:
مشاهدتُه لتجليات الربوبية في ذلك النوع.. ومطالعته لجلوات القدرة والرحمة فيه.. وإلهام الأوامر الالهية لها لأفعال ذلك النوع الاختيارية.

------------------

(1) النكتة الاولى من اللمعة الحادية عشرة تفصّل هذه المسألة.
(1) تراجع الكلمة الرابعة والعشرون - الغصن الرابع.

لايوجد صوت