مستخلصة من تراثه الفكري والإيماني، وهو بلا شك عمل جيد سيتوِّج أعمالك العظيمة في التحقيق والتأليف والتـرجمة. لذا أقدِّر انه سيكون مؤلّفاً متميزاً سيُحدث - او ينبغي أن يُحدث - من التأثير في أوساط المثقفين والمفكرين ما هو أهله. ويلفت انتباههم بقوة إلى هذا الإمام الجليل وإلى تراثه الفكري العظيم.
أخي الحبيب!
أرجو ألاّ تعتبرني فضولياً! فبحق الاخوة التي بيننا أدعوك إلى أن تنأى بالكتاب عن أن يكون عادياً وتقليدياً. فالرجل الذي تترجم له لم يكن في يوم من الأيام عادياً او تقليدياً في كل ما كتب وترك من تراث.
فالتأنّي التأنّي -أخي الكريم- فلا تتعجل أبداً، فالكتاب الذي أتمنى من صميم قلبي أن تكتبه لا ينبغي أن يكون أكاديمياً بارداً فتقتله البرودة في مهده، صحيح إن العـلمية مطلوبة والحقائق تفرض نفسها فرضاً على المؤلف، ولكن لابد للحقيقة من أن يتناولهـا قلم حارٌ وإلاّ ظلت باردة غير قادرة على التحريك والتحفيز. فأنت -يا عزيزي- تتناول بقلمك شخصية حارة ملتهبة، تتفجر حيوية، وتتدفق أفكاراً حارة لاهبـة، فليكن قلمك مغموساً بهذا اللهب الإيماني النوراني لكي يلهب الأفكار وينير القلوب .ولربما سأكون الى جانبك يوماً لأسهم معك في كتابة بعضاً من فصوله...(1)
والله نسأل أن يحقق رغبة أخي الكريم بل رغبتنا جميعاً ويهئ لهذا العمل من هو أهل له ويوفقنا إلى حسن القصد وصحة الفهم وصواب القول وسداد العمل.
وصل اللّهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم.
إحسان قاسم الصالحي
-----------------
(1) وقد حقق المولى الكريم أمنيته الصادقة لخلوص نيته فكان الى جانبي حيث قرأ الكتاب قراءة متفحصة وأبدى ملاحظاته السديدة قبل أن يغادرنا لتولي مهامه أستاذاً للأدب العربي في جامعة داغستان الخاصة.