فرنجي)(3) وآخرين، وما سمعه الباحثون ممن شاهدوه ، فانتقيت من هذه المشاهدات والخواطر ما تأيد من قبل شهود كثيرين أو ما تواتروا عليه.
ولا يخفى ما في هذا الأسلوب من محاسن ومثالب، فمن جملة محاسنه إعطاء القارئ أصدق تاريخ حياة للأستاذ النورسي وأنزهه حيث لا نُقحم أنفسنا في إبداء رأي او تأويل عبارة مما يجعل البحث عن الأستاذ النورسي تعبيراً عن نفسه وليس تعبيراً عما يختلج في صدورنا من دواعي الإعجاب والإنبهار الذي يستحقه، فلا دخل لي فيه من شئ إلاّ التنـظيم والترتيب. لذا يظل القارئ حرّ التفكير بعيداً عن أحاسيس الكاتب ومشاعره من بداية الكتاب إلى نـهايته. فضلاً عن وجود كمية وافرة من المعلومات والخواطر بين يديه.
ولكن مع هذا هناك نقص سيلمسه القارئ في هذا الأسلوب، وهو أن الفقرات المأخوذة من كلام الأستاذ في رسائل النور أومن تاريخ حياته الذي أقرَّه، في صياغتين متباينتين، فمرة ترد بصيغة المتكلم وأخرى بصيغة الغائب. ولهذا اضطررت إلى وضع عنـاوين صغيرة أو جمل قصيرة وربما كلمة واحدة بين الفقرات بين معقوفين [ ] كي لا تنقطع سلسلة أفكار القارئ الكريم.
ولعل عملنا هذا لرأب الصدع ورفع النقص يكون وسيلة لدفع القارئ إلى إعمال الذهن وقراءة ما بين السطور والقيام بالتركيب والتحليل، متجاوزاً القراءة العابرة. فيكون عند ذلك من جملة المحاسن وليس من المثالب.
ولا شك أن البحث قد أخذنا للتطرق إلى خُطَب الأستاذ النورسي ومقالاته ومؤلفاته ورسائله ومرافعاته في المحاكم وغيرها من الأمور. لذا لجأتُ إلى أخذ نموذج واحد أو بضع فقرات فحسب من النصوص الأصلية، مع ذكر مواضعها في الهامش ليتشوق القارئ
------------------
(3) من مواليد سنة 1929 يتولّى أمور نشر رسائل النور منذ تعرّفه على الأستاذ في أوائل الخمسينات.