السيرة الذاتية | هذه السيرة الذاتية | 16
(14-19)

وهو إلتقاط تلك بين المتناثرات والمبثوثات من الخواطر والأحداث من سطور (كليات رسائل النور) البالغة ثمانية مجلدات ثم ترتيبها وتنظيمها حسب تسلسلها التاريخي.
ولعل السبب الأساس في اختيار هذا النمط الصعب من الكتابة هو جعل القارئ الكريم يواجه الأستاذ النورسي مباشرة ويستمع إليه بنفسه من دون أن يكون لي دخل في الأمر، وذلك لئلا أتدخل في مشـاعر القارئ وأحاسيسه، حيث أن الكاتب مهما حاول التجرد والموضوعية فإنه قد يضفي شيئاً من إعجابه بكلمات المدح والثناء على ما كتب وسجل.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن أي مصدر من المصادر لا يرقى في مصداقيته مهما كان صائباً وصادقاً على ما سجّله الأستاذ النورسي عن نفسه.
وعلاوة على ذلك، أحببت أن أضع بين يدي القارئ الكريم باللغة العربية أكبر كمية ممكنة من المباحث والخواطر والأحداث والوثائق الصائبة، وفي الوقت نفسه أرفع عن كاهل الباحثين الذين يرغبون في كتابة حياة الأستاذ النورسي عناء البحث والتنقيب.
ولهذا فقد جعلت متن الكتاب كله من كلام الأستاذ نفسه مع فقرات من كتاب (تاريخجه حياة) الذي أقرّه بنفسه، وميّزتُـها عن كلام الأستاذ بحصرها بين علامة إقتباس مزدوجة ونظمت كلها حسب التسلسل التاريخي. بينما أوردت في الهوامش ما يعزز المتن ويوضحه مما أقتبسته من المصادر التركية، بل أضفت في بعض المواضع ما سمعتُه مباشرة من تلاميذ الأستاذ النورسي الأحياء من أمثال: (مصطفى صونطور)(1) و(بايرام يوكسل)(2) و(محمد

--------------------------

(1) من مواليد سنة 1929 تتلمذ على الأستاذ النورسي منذ سنة 1946. يتولى مع أمثاله من السابقين شؤون طلاب النور.
(2) من مواليد سنة 1931 ظل في خدمة الأستاذ حتى توفاه الله إثر حادثة سيارة أليمة في 19/10/1997.وقد سجّلتُ ذكرياته عن الأستاذ قبل وفاته بشهرين. رحمه الله رحمة واسعة.

لايوجد صوت