السيرة الذاتية | الفصل الثاني | 74
(72-85)

ثم سألوا أسئلة عديدة حول سد ذي القرنين و يأجوج ومأجوج وحول دابة الأرض و الدجال وعن نزول عيسى عليه السلام، فأجبت عنها، حتى ان قسماً من هذه الأجوبة ادرج في بعض مؤلفاتي القديمة.(1)
عريضة إلى السلطان عبد الحميد الثاني
بضرورة إنشاء مدرسة الزهراء:(2)
تهمة الجنون:
(في ختام المناظرات العلمية والمناقشات الرفيعة التي دامت بنجاح باهر اياماً وأسابيع، قالوا: ان هذا الرجل مجنون، لانه يعلم كل شئ! وسجلوا اسم سعيد المسكين في سجل المجانين فألقوا سعيداً، مجنون العلم والمعرفة والوطن والمدنية والإنسانية في مستشفى المجاذيب. وبعثوا من القصر طبيباً ليفحص قواه العقلية في المستشفى. ولكن سعيداً المجنون! بدأ يشرح وضعه وسبب قدومه إلى استانبول، ذاكراً أنني لست مصاباً بالمرض بل الأمة والبلاد كلها. وجئت لأداوي أمراضهم. فالمنطقة الشرقية هي هي مذ خلقها الله سبحانه، وأهلوها غارقون في مستنقع الجهل. وجئت إلى هنا املاً في إنقاذهم. ولكن عندما سعيت في هذا الأمر اُتهمت بالجنون. انه حقاً من عاشر المجانين يكون مجنوناً - فجئت استانبول واصبحت مجنوناً).(3)
إلى مستشفى المجاذيب:
كنت سابقاً احسب ان فساد الشرق نابع من تعرض عضوٍ منه للمرض، ولكن لما شـاهدت استانبول المريضة وجسستُ نبضها، وشرّحتها، أدركت ان المرض هو في القلب، وسرى منه إلى جميع الجهات. فحاولت علاجه، ولكن أُكرمت بإلصاق صفة الجنون بي!(4

-----------------------------

(1) الشعاعات/ 418 والمقصود بالمؤلف القديم: رسالة "محاكمات أو رجتة العلماء"، التي ألّفها في هذه الفترة وضمّنها الأجوبة اليـابانية، في المقالة الثالثة منها. وقد فصّل في الشعاع الخامس من مجموعة الشعاعات مباحث الدجال والسفياني واشراط الساعة الأخرى مع ذكر الأحاديث الشريفة الواردة بحقها.
(2) يراجع نص العريضة المقدمة الى السلطان في فصل "مدرسة الزهراء".
(3) مذكرات عبد المجيد ص 6 (ب) / 155
(4) صيقل الإسلام - المحكمة العسكرية / 472

لايوجد صوت