القيام بأعمال عدائية مهما كلّفهم ذلك، تخلّى عن قرار الإعدام، إلاّ ان سلطات الاحتلال لم تفتر عن ملاحقة الأستاذ.
ولما سمع قواد حركة التحرير في الأناضول بتأثير هذه الرسالة في أوساط العامة والخاصة، وعن أعمال (بديع الزمان) ضد المحتلين في استانبول دَعَوه إلى (آنقرة) مرتين تقديراً لأعماله البطولية وخدماته الجليلة نحو الأمة والبلاد. إلاّ ان الأستاذ النورسي آثر البقاء في استانبول يجابه الأعداء مباشرة ورفض الدعوة قائلاً:
إنني أريد ان أتجاهد في اكثر الأماكن خطراً، وليس من وراء الخنادق، وأرى ان مكاني هذا اخطر من الأناضول.(1)
1921م (1339هـ)
جواب للكنيسة الانكليكية:
وحينما احتل الإنكليز استانبول، ودمرّوا المدافع في المضيق (في استانبول) سأل في تلك الأيام رئيس أساقفة الكنيسة الانكليكية من المشيخة الإسلامية(2) ستة أسئلة، وكنت حينئذٍ عضواً في دار الحكمة الإسلامية فقالوا لي:
اجب عن أسئلتهم بستمائة كلمة كما يريدون.
قلت: ان جواب هذه الأسئلة ليس ستمائة كلمة ولا ست كلمات ولا كلمة واحدة، بل بصقة واحدة.
لانه عندما داست تلك الدولة بأقدامها مضايقنا وأخذت بخناقنا كما ترون، ينبغي البصاق في وجه رئيس أساقفتهم ازاء أسئلته التي سألها بكل غرور.
ولهذا قلت: ابصقوا في وجوه الظلمة التافهة.(3)
--------------------------
(1) T. Hayat, ilk hayatı
(2) وجهت هذه الرسالة بتوقيع رئيس الاساقفة " آرثر بوت وود Boutwood Arther " الى المشيخة الإسلامية في 21/ 12/ 1918 فأرسلها شيخ الإسلام حيدري زادة ابراهيم افندي الى دار الحكمة الإسلامية. وقد أجاب عنها فضلاً عن الأستاذ النورسي وبإجابات مطولة وافية كل من المفسر اسماعيل حقي الازميرلي والشيخ عبد العزيز جاويش.
(3) المكتوبات / 538