ولا استبعد هذا منكم قط، فانتم أهل لهذا السعي، وانتم الأبطال الأوفياء المشفقون على حال أخيكم، وأنا اطلب منكم هذا الإمداد المعنوي بكل جوارحي ومن صميم روحي.
وبدوري سأشرك الطلاب في دعواتي وحسناتي المعنوية، بل ربما أدعو لكم في اليوم اكثر من مائة مرة باسم طلاب النور، بشرط الالتزام بالإيمان والوفاء، وذلك دستور الاشتراك في الأعمال الأخروية.(1)
لمَِ ننشغل بالرسائل وحدها؟
يقولون: ان سعيداً لا يقتني كتباً أخرى لديه، بمعنى انه لا تعجبه تلك الكتب بل لا تعجبه حتى كتب الإمام الغزالي فلا يجلب إليه مؤلفاته.
فبهذه الكلمات العجيبة التي لا معنى لها يكدّرون أذهان الناس. ألا ان الذين يروجون مثل هذه الإشاعات إنما هم أهل الزندقة، ولكن يجعلون العلماء الساذجين وبعضاً من أهل التصوف وسيلة لذلك.
ونحن نقول تجاه هذا:
حاش لله مائة مرة حاش لله... ان مهمة رسائل النور وطلابها هي الحفاظ على مسلك أستاذهم حجة الإسلام الإمام الغزإلى، والذود عنه ما وسعهم وإنقاذه من هجمات أهل الضلالة.. وهو أستاذي الوحيد الذي يربطني بالإمام علي رضي الله عنه، ولكن في زمانهم لم يكن هجوم الزندقة الرهيبة-كما في هذا العصر- يزعزع أركان الإسلام. لذا فالأسلحة التي استعملها أولئك العلماء المحققون الأجلاء، والمجتهدون العظام حسب عصورهم في المناظرات والمناقشات العلمية والدينية لا يُحصل عليها بسرعة، بل يحتاج إلى وقت، ولا تُقهر أعداء هذا الزمان قهراً تاماً. الاّ ان رسائل النور باستلهامها القرآن المبين قد وجدت أسلحة يمكن الحصول عليها بسرعة، وهى قوية نافذة، وفي الوقت نفسه تمزق العدو وتجعلهم شذر مذر، لذا لا تُراجع مصانع أسلحة أولئك الافذاد السامين الميامين. لان القرآن الكريم الذي هو مصدرهم جميعاً ومنبعهم ومرجعهم وأستاذهم قد اصبح استاذاً كاملاً لرسائل النور. فضلاً عن ذلك فالوقت ضيق ونحن
--------------------------
(1) الملاحق- قسطموني/168