السيرة الذاتية | الفصل السادسا | 322
(305-328)

الاّ يواجهوا المعارضين بالحدة والتهور، ولا يقابلوهم بالمثل. بل عليهم ان يكتفوا بالدفاع عن أنفسهم فحسب، مع إظهار روح المصالحة، والإجابة بوضوح عن نقاط الإعتراض، حيث ان الأنانية في عصرنا هذا قد تطاولت واشرأبت بعنقها حتى أصبح كل شخص لا يريد ان يذيب أنانيته -التي هي كقطعة ثلج بطول قامته- ولا يرغب في تغييرها بل يسوّغ لنفسه ويراها معذورة دائماً. وها هنا ينشأ النزاع والخصومة ويكون موضع استفادة أهل الباطل والضلال على حساب أصحاب الحق وأهله.
ان حادثة الإعتراض في استانبول تومئ إلى ان بعض العلماء المعجبين بمشربهم والأنانيين من المتصوفة وبعض المرشدين وأهل الحق ممن لم يقتلوا نفوسهم الأمارة بالسوء ولم ينجوا من ورطة حب الجاه سيعترضون على رسائل النور وطلابها، حفاظاً على رواج مشربهم ومسلكهم، وتوجّه اتباعهم إليهم. بل هناك احتمال قوي ان تكون المقابلة شديدة.. فعند وقوع مثل هذه الحوادث علينا بالتأني، وضبط النفس، والثبات، وعدم الولوج في العداء، وعدم التهوين من شأن رؤساء الطائفة المعارضة...
فلو افترض -فرضاً محالاً- ان اعتراضاً على رسائل النور ورد حتى من القطب الأعظم ومن مكة المكرمة، فان طلاب رسائل النور يثبتون ولا يتزعزعون، بل يتلقون اعتراض ذلك القطب الأعظم على صورة التفاتة كريمة وتحية وسلام. ويحاولون كسب توجهه وتقبيل يده وإيضاح مدار الإعتراض لأستاذهم العظيم.(1)
رزق طالب العلم:
لقد اقتنعت قناعة تامة بعد حوالي ألف من التجارب أنه:
في اليوم الذي أكون في خدمة رسائل النور أشعر بانكشاف وانبساطٍ وفرح وبركة في قلبى وفي بدني وفي دماغي وفي معيشتي حسب درجة تلك الخدمة. وقد شعرت من اخوتي الكثيرين -سواءً هنا أم هناك- الحالة نفسها ومازلت أشعر بها، وكثيرون يعترفون قائلين: (أننا نشعر بها ايضاً). حتى أنني اعتقد -كما كتبته لكم في السنة الماضية- ان السر في عيشي الكفاف وما يقيم الأود قد كان من تلك البركة.
----------------------

(1) الملاحق- قسطموني/199

لايوجد صوت