السيرة الذاتية | الفصل الثامن | 384
(359-384)

الحقائق القرآنية والإيمانية، وان لم تقوموا وانتم أهل الغيرة بالحث على الحقائق القرآنية والإيمانية مباشرة بدل قيامكم خطأ في عهد سابق بالدعاية للمدنية الغربية وإضعاف الروح الدينية، فإني أحذركم وأنذركم قطعاً، وأبين ذلك بحجج قاطعة:
ان العالم الإسلامي سينفر من هذه الأمة بدلاً من ان يوليها المحبة بل سيضمر العداوة لأخيه البطل، الأمة التركية، وستقهرون أمام الفوضى والإرهاب الذي يتستر تحت ستار الكفر المطلق الذي يسعى لإبادة العالم الإسلامي، وستكونون سبباً في تشتيت هذه الأمة التركية التي هي قلعة العالم الإسلامي وجيشه البطل، وستمهدون لإستيلاء الغول الوحش، الشيوعية، على هذه البلاد.
نعم ان هذه الأمة البطلة لا تصمد أمام صدمات التيارين الرهيبين الآتيين من الخارج الاّ بقوة القرآن.
فلا يصد هذا التيار الجارف، تيار الكفر المطلق والإستبداد المطلق وإشاعة السفاهة وإباحة أموال الناس، الاّ الأمة التي امتزجت روحها بحقائق الإسلام واصبحت جزءاً من كيانها، تلك الأمة التي تعتزّ بالإسلام مجداً لماضيها.
وسيوقف هذا التيار بإذن الله قيام أهل الغيرة والحمية لهذه الأمة ببث روح الحقائق القرآنية -الموغلة في عروق هذه الأمة- وجعلها دستور حياتها بدلاً من نشر التربية المدنية الغربية.
أما التيار الثاني: فهو استمالة العدو مستعمراته في العالم الإسلامي وربطهم به رباطاً وثيقاً، وذلك بزعزعة ثقتهم بمكانة هذه البلاد ومنزلتها المركزية للعالم الإسلامي، بعد وصمها باللادينية والإلحاد، والذي يفضي إلى انفصام العلاقة المعنوية بينها وبين العالم الإسلامي، وقلب روح الاخوة التي يحملها العالم الإسلامي تجاه هذه الأمة إلى عداء.. وغيرها من أمثال هذه الخطط الرهيبة التي حازوا بها شيئاً من النجاح لحد الآن. ولكن لو استرشد هذا التيار وبدّل خطته الرهيبة هذه وعامل الدين

لايوجد صوت