هذا الزمان -تلك الخدمة التي تستند إلى سر الإخلاص وتأبى ان تستغل لأي شئ كان- تقتضي عدم البحث عن مقامات معنوية شخصية، بل يجب الاّ تومئ حتى حركات المرء إلى طلبها والرغبة فيها، بل يلزم عدم التفكير فيها أصلاً. وذلك لئلا يفسد سر الإخلاص الحقيقي.
ومن هنا أدرك الذين يسعون لاستغلال هذا الجانب الضعيف لديّ باني لا أتحرى خارج خدمة النور ما يتحراه كل إنسان من كشف وكرامات وخوارق ومزايا أخرى روحية فرجعوا خائبين من هذا الجانب.
تحياتنا إلى إخواننا فرداً فرداً.. ونسأله تعالى برحمته الواسعة ان يجعل ليلة القدر المقبلة بمثابة ثمانين سنة من العبادة لكل طالب من طلاب النور ونستشفع بحقيقة تلك الليلة في دعواتنا هذه.(1)
رسائل إلى المسؤولين
محاورة مع وزير العدل و الحكام:
أيها السادة!
لِمَ تنشغلون بنا وبرسائل النور دون داع او سبب. اني ابلّغكم قطعاً بالآتى:
إنني ورسائل النور لا نبارزكم بل حتى لا نفكر فيكم. بل نعدّ ذلك خارج وظيفتنا، لأن رسائل النور وطلابها الحقيقيين يؤدون خدمة جليلة للجيل المقبل الذي سيأتي بعد خمسين سنة ويسعون لإنقاذهم من ورطة جسيمة، ويجدّون في إنقاذ هذه البلاد والآمة من خطر عظيم، فمن ينشغل بنا الآن سيكون رميماً في القبر في ذلك الوقت. بل لو افترض ان عملنا -الذي هو لتحقيق السعادة والسلامة- مبارزة معكم فلا ينبغي أن يمسّ الذين سيكونون تراباً في القبر.
ان إظهار أعضاء الإتحاد والترقي شيئاً من عدم المبالاة في الحياة الاجتماعية وفي الدين وفى السجايا القومية ادّى إلى ظهور الأوضاع الحالية بعد ثلاثين سنة تقريباً من حيث الدين والأخلاق والعفة والشرف. فالأوضاع الحاضرة ستنعكس على الجيل الآتي لهذه الأمة -البطلة المتدينة الغيورة على شرفها- بعد خمسين سنة. ولا يخفى عليكم ما ستؤول إليه السجايا الدينية والأخلاقية الاجتماعية.
-------------------
(1) الملاحق - أميرداغ 1/310