القرآني. ثم ان الناموس الإلهي الذي يدير عجلة الكون، ذلك القانون القدري الواسع العظيم لا يبدّل لأجلك.
5- اتخذي هذا الدستور السامي دليلاً: (من آمن بالقدر أمِنَ من الكدر). ولا تلهثي وراء لذائذ موقتة تافهة كالطفل الغرير. فكري دوماً ان الأذواق الفانية تورث فيك حسرات وآلاماً معنوية، بينما الآلام والمشقات تورث لذائذ معنوية وأثوبة أخروية. فان لم تكوني بلهاء يمكنك ان تتحري عن الأذواق الموقتة للشكر وحده، وما اُعطيت اللذات الاّ للشكر.(1)
لا احسن الظن بنفسي:
اخوتي الأوفياء الصادقين!
يقال: لِمَ لا تقبل مقاماً ومزايا لشخصك بالذات الذي هو موضع حسن ظن مفرط لطلاب النور وقناعتهم التامة بحق شخصك، علماً ان قبولك ذلك المقام يكون مثار شوقهم للعمل في خدمة الإيمان. بل نجدك تصرف تلك المزايا عن شخصك إلى رسائل النور وحدها، وتظهر نفسك خادماً كثير الذنوب؟!
الجواب: حمداً لله وشكراً له لا منتهى لهما. فان لرسائل النور مرتكزات قوية لا تتزعزع، وحججاً نافذة ساطعة لا تخبو بحيث تستغني عما يظن في شخصي من مزايا وقابليات. فهي ليست كالمؤلمفات والآثار الأخرى تبني أهميتها على قابلية مؤلفها، وتستمد قوتها وحسنها منه، بل هي تستند على حججها القاطعة منذ عشرين سنة، حتى أرغمت أعدائي الماديين والمعنويين إلى الاستسلام، والأمر واضح أمام الجميع. فلو كانت شخصيتي نقطة استناد مهم لها، فان أعدائي الملحدين ومعارضي الظلمة كان يمكنهم ان ينزلوا ضربتهم القوية برسائل النور وذلك بالنيل من شخصي المقصّر المذنب. بينما أولئك الأعداء لطيشهم وبلاهتهم يدبرون ما وسعهم من الدسائس والوسائل للحط من قيمتي والنيل من شخصيتي، وإذ هم يسعون ليحولوا دون توجه الناس نحوي وإقبالهم عليّ، لا يستطيعون ان يحولوا دون فتوحات رسائل النور
----------------------
(1) الملاحق - أميرداغ 1/290