لذا أرجح الإتصاف بالخدمة، على نيل المقامات. حتى أنني قلقتُ ودعوت الله الاّ يصيب شئ -في هذه المرة- ذلك الشخص المعروف الذي أهانني بغير وجه قانوني، وبخمسة وجوه من أوجه الإهانة والتحقير، وفي أيام العيد، تنفيذاً لخطط وضعها أعدائي. حيث ان المسألة انتشرت بين الناس، فخشيت ان يمنحوني مقاماً، فلربما يعدّون حدوث شئ ما نتيجة كرامةٍ خارقةٍ. لذا قلت: (يارب اصلح شأن هذا، أو جازه بما يستحقه من دون ان يكون عقاباً يومئ إلى كرامة معنوية).(1)
ذكرى وعبرة
في هذه الأوقات التي نجد فيها الضيق والعنت، تزعجني نفسي الجزعة الفارغة من الصبر، فاسكتتها هذه الفقرة، والزمتها الحجة، ودفعتها إلى الشكر لله.
أقدم هذه الفقرة الموضوعة فوق رأسي طي رسالتي هذه لعلها تفيدكم أيضاً.
1- يا نفسي! لقد أخذت نصيبك من الأذواق -في غضون ثلاث وسبعين سنة- اكثر مما أخذها تسعون بالمائة من الناس. فلم يبق لكِ بغية فيها.
2- انتِ ترومين دوام الأذواق وبقاءها وهي فانية آنية، لذا تبكين عشر ساعات عن ضحك دام دقيقة واحدة.
3- ان المظالم التي أتت عليك، والمصائب التي نزلت بك، تنطوي على عدالة القدر. فيظلمونك لما لم ترتكبيه، بينما القدر يؤدبك بيد تلك المصيبة -بناء على أخطاء خفية- ويكفّر عن خطاياك.
4- يا نفسي الجزعة! لقد اقتنعت قناعة تامة -بمئات من تجاربك- ان المصائب الظاهرية ونتائجها تنشق عن ثمرات عناية إلهية في منتهى اللذة. فالآية الكريمة: ﴿وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم﴾(البقرة:216) تلقن درس حقيقة يقينية. تذكّري دائماً هذا الدرس
-------------------------
(1) الملاحق - أميرداغ 1/265-267