السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 392
(385-440)

بل حتى في اليوم الثاني عندما كنت أجيب عن أسئلة حاكم التحقيق؛ إحتشد ألف من الناس في الساحة المقابلة لنوافذ المقر. كانت ملامح وجوههم تعبّر عن وضعهم، وتقول: (لاتضايقوا هؤلاء). ولشدة ارتباطهم بنا، عجزت الشرطة عن ان تفرقهم. وعند ذلك ورد إلى القلب:
ان هؤلاء الناس في هذا الوقت العصيب؛ ينشدون سلواناً كاملاً، ونوراً لاينطفئ، وايماناً راسخاً، وبشارة صادقة بالسعادة الأبدية، بل يبحثون عنها بفطرتهم، وقد طرق سمعَهم أن ما يبحثون عنه موجود فعلاً في (رسائل النور)، لذا يبدون هذا الاحترام والتقدير لشخصي -الذي لا أهمية له- بما يفوق طاقتي وحدي، من موقع كونى خادماً للإيمان، وعسى أن أكون قد قمت بشئ من الخدمة له.
الحقيقة الثانية: لقد ورد إلى القلب: انه حيال إهانتنا والاستخفاف بنا بحجة إخلالنا بالأمن العام، وازاء صرف إقبال الناس عنا بالمعاملات الدنيئة التي يقوم بها أشخاص معدودون من المغرر بهم.. فان هناك الترحيب الحار والقدر اللائق لكم من قبل أهل الحقيقة وأبناء الجيل القادم. نعم، في الوقت الذي تنشط الفوضى والإرهاب المتستّر بستار الشيوعية للإخلال بالأمن العام، فان طلاب (رسائل النور) يقفون بوجه ذلك الإفساد المرعب، في جميع أرجاء البلاد ويكسرون شوكته بقوة الإيمان التحقيقي، ويسعون حثيثاً لإحلال الأمن والنظام مكان الخوف والفوضى. فلم تظهر في العشرين سنة السابقة أية حادثة كانت حول إخلالهم بالأمن، رغم كثرة طلاب النور وانتشارهم في جميع أنحاء البلاد، فلم يجد ولم يسجل عليهم أحد من الضباط المسؤولين حدثاً، في عشر ولايات وعبر حوالي أربع محاكم ذات علاقة، بل لقد قال ضباط منصفون لثلاث ولايات: (ان طلاب النور ضباط معنويون للأمن في البلاد، انهم يساعدوننا في الحفاظ على الأمن والنظام لما يجعلون من فكر كل من يقرأ رسائل النور بالإيمان التحقيقي حارساً ورقيباً عليه فيسعون بذلك للحفاظ على الأمن العام.)(1)

-------------------------

(1) اللمعات/395-400

لايوجد صوت