السيرة الذاتية | الفصل التاسع | 393
(385-440)

مقتطفات من دفاع الأستاذ النورسي
امام محكمة آفيون
ردّ على لاِئحة الادعاء:
بعد صمت دام ثمانية عشر عاماً، اضطررت إلى إعادة تقديم هذه الدعوى رداً على لائحة الادعاء، رغم تقديمها إلى المحكمة وتقديم صورة منها إلى المراجع العليا في آنقرة.
أدناه خلاصة لدفاع قصير -هو الحقيقة عينها- قد قلته للمدعيين العامين وضابطي الشرطة الذين أتوا لتحري منزلي في (قسطموني) ثلاث مرات، وقلته ايضاً لمدير الشرطة ولثلة من أفراد الشرطة -في المرة الثالثة- ولمحكمة (دنيزلي وآفيون). فليكن معلوماً لديكم ان ما قلته لهم هو:
إنني أعيش معتكفاً ومنزوياَ منذ عشرين سنة. فطوال ثماني سنوات في (قسطموني) بقيت مقابل مخفر الشرطة وكذا الحال في بقية الأماكن، كنت طوال هذه الفترة تحت المراقبة والترصد الدائم. وقد تحرّوا منزلي عدة مرات، ومع ذلك لم يعثروا على أية أمارة لها علاقة بالدنيا او بالسياسة. فلو كان لي شئ من التدخل بها لكانت الشرطة والعدلية تعلم به، أو علمتْ به ولكن لم تعر له بالاً، بمعنى انهم مسؤولون اكثر منى.
فما دام الأمر هكذا فلِمَ تتعرضون لي إلى هذا الحد دون داع إليه وبما يلحق الضرر بالبلاد والعباد. علماً انه لا يُتعرض في الدنيا كلها للمنزوين المعتكفين المنشغلين بآخرتهم.
نحن طلاب النور آلينا على انفسنا الاّ نجعل من (رسائل النور) أداة طيعة للتيارات السياسية، بل للكون كله. فضلاً عن ان القرآن الكريم قد منعنا بشدة من الاشتغال بالسياسة.
نعم، ان مهمة رسائل النور الأساس هي: خدمة القرآن الكريم، والوقوف بصرامة وحزم في وجه الكفر المطلق الذي يودي بالحياة الأبدية ويجعل من الحياة الدنيا نفسها سماً زعافاً وجحيماً لا تطاق.
ومنهجها في ذلك: هو إظهار الحقائق الإيمانية الناصعة المدعمة بالأدلة والبراهين القاطعة التي تلزم اشد الفلاسفة والمتزندقة تمرداً على التسليم بالإيمان. لذا فليس من حقنا ان نجعل رسائل النور أداة لأي شئ كان، وذلك لأسباب:

لايوجد صوت