السيرة الذاتية | الفصل الثاني | 505
(503-518)

الانخراط في المدارس الدينية طريقاً للمعرفة، مما يسبب شماتة الغرب لتفشي الجهل وحدوث الاضطرابات وانتشار الشبهات والأوهام فيما بينهم. وهذا ما يدعو أهل الغيرة والحمية إلى التامل حيث الأكراد قد ظلوا في أماكنهم، بينما استفاد من هم اوطأ منهم من كل جهة منذ القدم من توقفهم هذا.
فهذه النقاط الثلاث تقض مضجع أهل البصيرة، لانها تمهّد لضربة عنيفة توجّه إلى الأكراد في المستقبل.
وعلاج هذا النقص هو قيام الحكومة بفتح ثلاث مدارس نموذجية للتعليم في مواقع مختلفة من كوردستان.
إحداها: في (بيت الشباب) التي هي مركز عشائر الارتوشي.
ثانيتها: وسط موتقان وبلقان وساسون.
ثالثتها: في (وان) التي تمثل وسط حيدران وسبكان.
وتدرس في هذه المدارس العلوم الدينية مع العلوم الحديثة الضرورية، وليكن في كل مدرسة خمسون طالباً في الأقل تتكفل الحكومة بمعاشهم.
ومن الأسباب المهمة لحياة كردستان المادية والمعنوية مستقبلاً هو إحياء بعض المدارس. ويتم بإرساء أسس المعارف في هذه المنطقة، فتتقرر وحدة الأمة عليها، وتسلّم قوتها العظيمة -التي تضيع نتيجة الاختلافات الداخلية- إلى الحكومة لتوجيهها لمقاومة الأعداء في الخارج.
وبهذا يتيسر لاهل المنطقة السبيل لإظهار جوهر فطرتهم واستعدادهم لتقبل المدنية واستحقاقهم العدل.(1)
3-المؤامرة الخبيثة على القرآن:
قبل(2) خمسة وستين عاماً أخبرني وال من الولاة انه قرأ في الصحف بأن وزير المستعمرات البريطاني خطب وبيده نسخة من المصحف الشريف قائلاً: (إننا لا نستطيع أن نحكم المسلمين ما دام هذا الكتاب بيدهم، فلا مناص لنا من ان نزيله من الوجود او نقطع صلة المسلمين به).
--------------------

(1) ب/ 147 عن جريدة الشرق وكوردستان 19 تشرين الثاني 1908 / ص1
(2) رسالة مرفوعة الى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بعد سنة 1950م في عهد عدنان مندرس وجلال بايار

لايوجد صوت