وهكذا دأبت المنظمات المفسدة الرهيبة على تحقيق هاتين الخطتين: إسقاط شأن القرآن الكريم من أعين الناس، وفصلهم عنه. فسعوا في هذا المضمار سعياً حثيثاً لللإضرار بهذه الأمة المنكوبة البريئة المضحية.
وقد قررتُ قبل خمس وستين سنة ان أجابه هذه المؤامرات الخطرة مستمداً القوة من القرآن العظيم، فألهمني قلبي طريقاً قصيراً إلى الحقيقة، وإنشاء جامعة ضخمة. فمنذئذ نسعى لإنقاذ آخرتنا.
واحدى ثمراتها ايضاً إنقاذ حياتنا الدنيوية من الإستبداد المطلق، والنجاة من مهالك الضلالة.
وانماء علاقات الاخوة بين الاقوام الإسلامية. وقد وجدنا وسيلتين في هذه السبيل:
الوسيلة الأولى: رسائل النور التي تقوي وشائج الاخوة الإيمانية بتقوية الإيمان. والدليل على ذلك تأليفها في وقت الظلم والقسوة الشديدة، وتأثيرها البالغ في انحاء العالم الإسلامي وفي اوروبا وامريكا -في الوقت الحاضر- وغلبتها على المخلّين بالنظام والفلسفة الملحدة، وظهورها على المفاهيم الإلحادية السارية كالفلسفة الطبيعية والمادية مع عدم جرحها من قبل اية محكمة او لجنة خبراء. وسيتبنى امثالكم بإذن الله ممن كشفوا عن مفتاح الاخوة الإسلامية، هذه الرسائل التي تمثل نوراً من انوار القرآن الكريم وينشرها في العالم الإسلامى كله.
الوسيلة الثانية: قبل خمس وستين سنة اردت الذهاب إلى الجامع الازهر باعتباره مدرسة العالم الإسلامي، لأنهل فيه العلوم. ولكن لم يُكتب لي نصيب فيه، فهداني الله إلى فكرة وهى:
ان الجامع الازهر مدرسة عامة في قارة افريقيا، فمن الضروري انشاء جامعة في آسيا على غراره،(1) بل اوسع منه بنسبة سعة آسيا
------------------------
(1) ان مدرسة الزهراء -لرسائل النور- بحاجة ماسة الى الجامع الازهر، كحاجة الطفل الصغير الى أمه الرؤوم، فهي تطلب دوماً ان يسبغ شفقته عليها، إذ هي احدى طالباته، تتلقى الدرس منه، وهي التي اُستهدفت من قبل اعداء شرسين كثيرين.
فهذه المدرسة الزهراء شعبة مصغرة من شعب ذلك الجامع العظيم الذي يترأس المدارس الدينية جميعها وينور بها العالم الإسلامي.
ولأجل هذا تنتظر هذه الطالبة الصغيرة عون ذلك الأستاذ الموقر، وذلك الأب الرحيم والمرشد الكبير، وترجو أن يمد يده إليها. "أميرداغ بالتركية".