فمع وجود هذا الأمر المعنوي لادائهما، اضعنا بسوء تصرفنا الشوق –الممد للميل، المنبعث من ذلك الاستعداد- واطفأنا جذوته بهذا الحرص الكاذب، وبهذه الرغبة في التفوق التي هي رأس الرياء! فلا شك ان جزاء العاصي جهنم. فعُذّبنا بجهنم الجهل. لاننا لم نتمثل اوامر الشريعة الفطرية التي هي قانون الخلقة.. وما ينجينا من هذا العذاب الاّ العمل على وفق قانون (تقسيم الاعمال). فقد دخل اسلافنا جنان العلوم بالعمل على وفق تقسيم الاعمال.(1)
الشرط السادس: ايجاد سبيل بعد تخرج المداومين وضمان تقدمهم واستفاضتهم حتى يتساووا مع خريجي المدارس العليا ويتعامل معهم بنفس المعاملة مع المدارس العليا والمعاهد الرسمية، وجعل امتحاناتها كامتحانات تلك المدارس منتجة، دون تركها عقيمة.
الشرط السابع: اتخاذ دار المعلمين -موقتاً- ركيزة لهذه المدرسة ودمجها معها، ليسري الانتظام والاستفاضة من العلم من هذه إلى تلك والفضيلة والتدين من تلك إلى هذه، حتى يكون كل منها ذا جناحين بالتبادل.(2)
وارداتها:
س: ما وارداتها ؟
ج:الحمية والغيرة..
ثم ان هذه المدرسة كنواة تتضمن -بالقوة- شجرة طوبى. فان اخضرّت بالحميّة والغيرة إستغنت عنكم وعن خزائنكم المنضوبة، وذلك بجذبها الطبيعي لحياتها المادية.
س: بأية جهة؟
ج: بجهات عديدة.
الأولى: الأوقاف، لو انتظمت انتظاماً حقيقياً، لأسالَت إلى هذا الحوض عيناً سيالة بتوحيد المدارس.
الثانية: الزكاة، فنحن شافعيون وأحناف، فاذا أبدت -بعد حين-
----------------------
(1) صيقل الإسلام- المحاكمات / 43
(2) صيقل الإسلام- المناظرات / 428