تلك المدرسة الزهراء خدماتها للاسلام والإنسانية، فلا ريب أن يتوجه اليها قسم من الزكاة وتحصرها لنفسها باستحقاق، وحتى لو كانت لها زكاة الزكاة لكفتها.
الثالثة: النذور والصدقات... فكما ان هذه المدرسة تكوّن وتمثل عند العقول أسمى (مدرسة) وبنظر القلوب والوجدان أقدس زاوية (تكية) وذلك بما تنشره من ثمرات وما تعمه من ضياء وما تقدمه للاسلام من خدمات جليلة. أي فكما هي مدرسة دينية فهي مدرسة حديثة، وتكية أيضاً. وحينها يتوجه اليها قسم من النذور والصدقات التي هي من جملة التكافل الاجتماعي في الإسلام.
الرابعة: الإعارة.. بتوسيع واردات دار المعلمين -بعد الدمج لأجل التبادل المذكور- توسيعاً نسبياً، يمكن اعارة تلك الواردات اليها موقتاً، وحينما تستغني -بعد مدة- ستردّ تلك العارية.(1)
فوائدها وثمراتها:
مجملاً:
تأمين مستقبل العلماء الأكراد والأتراك
واقحام المعرفة عن طريق (المدرسة) إلى كردستان
واظهار محاسن (المشروطية) و (الحرية) والاستفادة منها.(2)
وفوائدها بالتفصيل:
الأولى: توحيد المدارس الدينية واصلاحها...
الثانية: إنقاذ الإسلام من الأساطير والإسرائيليات والتعصب الممقوت، تلك التي أصابت سيف الإسلام المهنّد بالصدأ.
نعم إن شأن الإسلام الصلابة في الدين وهي المتانة والثبات والتمسك بالحق، وليس التعصب الناشئ عن الجهل وعدم المحاكمة العقلية، وفي نظري ان أخطر انواع التعصب هو ذلك الذي يحمله قسم من مقلدي اورربا وملحديها، حين يصرّون بعناد على شبهاتهم السطحية، وليس هذا من شأن العلماء المتمسكين بالبرهان.
الثالثة: فتح باب لنشر محاسن المشروطية.
نعم، ليس هناك في العشائر من فكرٍ يجرح المشروطية، ولكن ان لم تستحسن في نظرهم فلا يستفاد منها. وهذا أشد ضرراً، فلاشك أن المريض لايستعمل دواءً يظنه مشوباً بالسم.
----------------------------
(1) صيقل الإسلام- المناظرات / 428
(2) صيقل الإسلام- المناظرات / 430