السيرة الذاتية | الفصل الثاني | 516
(503-518)

وحينما كنت اشاهد في عدد من الولايات اهتمام النساء برسائل النور اهتماماً حاراً خالصاً وعلمت اعتمادهن على دروسي التي تخص النور بما يفوق حدي بكثير، جئت مرة ثالثة إلى مدرسة الزهراء المعنوية، هذه المدينة المباركة إسپارطة، فسمعت ان أولئك النساء الطيبات المباركات، اخواتي في الآخرة، ينتظرن مني ان القي عليهن درسا...(1)
[ويقول أحد أركان مدرسة الزهراء:]
حينما وكّلني استاذنا -بسبب مرضه- لمتابعة شؤون رسائل النور في المحاكم بآنقرة، قدّمنا إلى النواب الافاضل الرسالة المرفقة ادناه ونقدمها الآن لكم ولحضرات النواب الافاضل مجدداً. والداعي لهذا هو استمرار المسألة نفسها ولاسيما المحاولات الجارية في الشهور الاخيرة لإنشاء الجامعة الجديدة في الولايات الشرقية.
ان الانتشار الواسع لرسائل النور في السنين الثلاثين الماضية، سواءً في الداخل أو في الخارج وتأثيرها الجيد في الناس، والسعي المتواصل لإنشاء دار الفنون (الجامعة) في الولايات الشرقية قبل خمس وخمسين سنة، مسألتان مهمتان متعاقبتان متممتان احداهما للأخرى، وهما موضع اهتمام العالم الإسلامي.
فهذه الأمة ولاسيما أهل الولايات الشرقية واربعمائة مليون من الأمة الإسلامية وعالم النصرانية المحتاج إلى السلام العالمي تهتم بهاتين النتيجتين العظيمتين والحادثتين الجليلتين. حيث انهما مصدران واسعان لإعلان الإسلام ونشر حقائق القرآن.
ولقد بذل استاذنا المحترم منذ خمس وخمسين سنة جهوده وبهمة فائقة متوسلاً بوسائل شتى لإنشاء جامعة اسلامية باسم مدرسة الزهراء في شرقي الأناضول على غرار الجامع الازهر، ودعا إلى الحاجة الماسة اليها. مثلما ورد في تهنئته لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بهذا الخصوص حيث قال:
ان جامعة الشرق ستحرز مقاماً مرموقاً بين المسلمين بفضل ما تتمتع به من موقع مركزي في العالم الإسلامي. إذ ستبعث وتتجسم فيها الخدمات الدينية الجليلة السامية السابقة والخصال المعنوية الخالدة لألوف العلماء والعارفين والشهداء والمحققين من اجدادنا الراقدين في تلك الولايات، فيؤدون وظائفهم الإيمانية في أوسع ميدان.
أما الدرس الأساس الجدير بأن يكون منهجاً وبرنامجاً لجامعة الشرق فهو رسائل النور التي تفسّر الحقائق الإيمانية للقرآن الكريم والتي تقيم البراهين العقلية والدلائل المنطقية الإيمانية لإثبات مسائل القرآن العظيم. فقمين بهذه الرسائل ان تكون موضع دراسة في الجامعات والمدارس الحديثة. ان رسائل النور ظهرت بوساطة طالب من طلاب اساتذة الشرق ومدارسها الدينية المنتشرة في ارجائه كافة والتي فجّرت الينابيع المعنوية الباعثة على الحياة.
فنحن نرجو ونتمنى من الرحمة الإلهية بكل ارواحنا وكياننا ان يتسنم أولئك الاساتذة الافاضل وظائفهم السابقة مجدداً فيوسعوا من دائرة اعمالهم الفكرية وخدماتهم القرآنية بالثمار اليانعة المنورة الحالية لجهودهم فتتهيأ الظروف الحياتية الزمانية والمكانية والسلام العام لتحقيق امانينا هذه.
--------------------

(1) اللمعات / 307

لايوجد صوت