السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 537
(523-550)

فكان يشخص مرض زماننا هذا بـ: الغرور والانانية وحب النفس.
قال الاخ (زبير) يوماً:
-استاذي الحبيب! إنني أكاد ارتعد من خوفي من الغرور والأنانية.
فأجابه الأستاذ:
-نعم، خف وارتعد من الغرور. ففي هذا الزمان -وهو زمان الغفلة عن الله- ترى أصحاب الأفكار المنحرفة عن الدين يجعلون كل شئ آلة ووسيلة لمصالحهم الخاصة، فتراهم يستخدمون الدين والعمل الأخروي وسيلة لمغانم دنيوية. الا ان حقائق الإيمان والعمل لنشر رسائل النور.. هذا العمل المقدس لا يمكن ان يكون وسيلة لجر مغانم دنيوية قط، ولن تكون غايته سوى رضى الله سبحانه... بيد ان الاصطدامات التي تحدث جراء التيارات السياسية الضالة تجعل المحافظة على الإخلاص، والحيلولة دون جعل الدين وسيلة للدنيا عسيرة.. والحل الوحيد امام هذه التيارات هو الاستناد إلى العناية الإلهية واستمداد القوة منها)).(2)
مزيداً من القراءة
((مضت أعوام عديدة، ونحن مع الأستاذ ولم نر منه انه صرف جزءاً من وقته سدى، بل كان يقرأ الرسائل او يصحح ما كان منها مستنسخاً او يستقرئ وهو يستمع. ففي السنوات الأخيرة ظهر جهاز التسجِيل وبدأنا نقرأ الرسائل ونسجلها على أشرطة التسجيل ثم نقدمها إلى الأستاذ ليسمعها وكان يشوق الزائرين قائلا لهم:
- ظهر جهاز جديد يحفظ رسائل النور ويقرأها بشكل جميل وجذاب.
كان الأستاذ يسألنا في بعض الأحيان قائلا:
- كم صفحة قرأتم اليوم؟ وكنا نجيبه:
- قرأنا ثلاث او خمس صفحات.
فيقول: 
- أما أنا فقد قرأت مئتي صفحة. وبالرغم من عجزي عن الكتابة فاكتب بشكل بطئ جداً. فقراءتي تختلف عن قراءتكم. فانتم تقرأون قراءة

---------------------

(2) ذكريات/69 Son Şahitler 3/96 من بيرام يوكسل

لايوجد صوت