السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 535
(523-550)

خدمتنا، فعلينا بالثقة والاطمئنان والقناعة انطلاقاً من هذه النقطة. مثال هذا:
كان جلال الدين خوارزم شاه -وهو أحد أبطال الإسلام الذي انتصر على جيش جنكيز خان انتصارات عديدة- كان يتقدم جيشه إلى الحرب، فخاطبه وزراؤه ومقربوه: سيظهرك الله على عدوك، وتنتصر عليهم!
فأجابهم: ان ما عليّ هو الجهاد في سبيل الله اتباعاً لأمره سبحانه، ولا حق لي فيما لم أكلف به من شؤونه، فالنصر والهزيمة إنما هي من تقديره هو سبحانه.
وأنا اقول مقتدياً بذلك البطل: ان وظيفتي هي خدمة الإيمان، أما قبول الناس للإيمان والرضى به فهذا أمر موكول إلى الله. فأنا عليّ ان أؤدي ما عليّ من واجب، ولا أتدخل فيما هو من شؤونه سبحانه)).(2)
حسن الظن:
((لم يكن الأستاذ يقبل ان يغتاب أحد أمامه، فإذا ما قلنا في مجلسه:
- يا أستاذنا ان فلاناً قال كذا وكذا...
يجيبنا بقوله: انتم على خطأ انه صديق حميم لي، وهو من قراء رسائل النور، وشخص مثله لا يقول ما تذكرونه عنه. كأنكم تريدون ان تقطعوا ما بيننا من علاقات ووشائج.
واحياناً كانت ترده رسالة او يقول له أحدهم:
- ان العالم الفلاني يعادي الأستاذ ورسائل النور، ويقول الأستاذ: ان هذا الرجل هو من أهل العلم فهو صديقنا، فيضطر القائل ان يسكت وكان دائماً يحاول ان يؤول الأمور بحسن الظن ويحثنا على ذلك ويقول: ''نحن مكلفون بحسن الظن'')).
الترابط الوثيق:
((ذات مرة جاءت من مدينة (قونيا) جماعتان من طلاب النور لزيارة الأستاذ فشكت الجماعة الأولى من تصرفات الجماعة الثانية إلى الأستاذ قائلين:
- انهم لا يأخذون حذرهم ولا يحتاطون للأمر بل يقومون بالقاء

-----------------

(2) ذكريات/66 Son Şahitler 3/96 من بيرام يوكسل

لايوجد صوت