السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 533
(523-550)

نره ملّ يوماً من العمل... رحمه الله رحمة واسعة)).(1)
لا تعب في الخدمة:
((لم يكن للاستاذ أي وقت فراغ طول حياته. فهو أما يقرأ او يصحح او يُقرأ له وهو يستمع.. كان في كلامه لطافة جمة وفيض كبير، إذ ما كنا لنتضايق ولانملّ حتى لو طال الدرس من الصباح حتى المساء، وما كنا نضجر لو مشينا طريقاً طويلاً معه وابتلينا بمصاعب معه او نال منا الجوع ما نال. وكلما شعرنا بضيق ننظر إلى وجهه الوضاح فترتاح نفوسنا وتنشرح صدورنا ونتحمس للعمل بشوق اكثر دون توقف ليلاً ونهاراً، رغم أننا قد لا ننام. فقد كنا نسهر الليالي الطوال من دون ان نشعر بالتعب لاجل الخدمة في نشر حقائق القرآن.))(2)
لا حياة لنصف إنسان:
((عندما كان كتاب (تاريخ حياة الأستاذ) تحت الطبع، وصلت رسالة إلى الأستاذ يسأل فيها صاحبها عن جواز الصورة (الفوتوغرافية) قرأنا الرسالة على الأستاذ فتبسم وطلب قلم رصاص وجئنا له بالقلم فمر بخط على عنق الصورة وقال معقباً:
- لا حياة لنصف إنسان. فابعثوا له بالجواب مقروناً بهذه الصورة بهذا الشكل.
وهناك حادثة شبيهة بهذه وهي انه:
بعدما أخلى سبيل الأستاذ من سجن (آفيون) أستأجر بيتاً وبقي الأخ زبير معه في خدمته وملازمته.
في أحد الأيام جاء الأخ (طاهري) من مدينة إسپارطة لزيارة الأستاذ فبات ليلة واحدة ضيفاً عند الأستاذ. فكان الأخ طاهري يخرج محفظته من جيبه كلما أراد ان يدخل الصلاة لاحتواء النقود على صورة إنسان. وفي الصباح الباكر وبعد ان ودع الأخ (طاهري) أستاذنا قصد محطة نقل المسافرين، وعندما همّ بقطع تذكرة السفر فطن انه نسي محفظته

--------------------

(1) ذكريات/56 Son Şahitler 3/95 من بيرام يوكسل
(2) ذكريات/63 Son Şahitler 3/51 من بيرام يوكسل

لايوجد صوت