السيرة الذاتية | الفصل الرابع | 530
(523-550)

- إن سعيداً القديم وهو في عنفوان شبابه وفي قلب استانبول وطوال عشر سنوات لم ينظر نظرة حرام ولو مرة واحدة ولله الحمد)).(1)
إصلاح الأسس:
((كان الأستاذ يعظ الناس في جامع (نورشين) ايام الجمع، فكان الحديث في الوعظ يدور حول مسائل الحشر، والآخرة، والتوحيد وما شابهها من مسائل الإيمان الأساسية وحقائقه الكبرى. فسأله (ملا رسول) ذات يوم قائلا:
- أخي الأستاذ، نحن لا نكاد نفهم موعظتك فكيف غيرنا؟!
فأجابه الأستاذ:
- نعم، ان مواعظي غير مفهومة غالباً، لأن غايتي إصلاح الأسس التي يبنى عليها الإيمان، فإذا أصبح الأساس صلباً قوياً فلا يؤثر فيه مؤثر بعد حتى الزلازل. فليجلس أحدكم اذاً بجنبي كي يذكرني عندما يصبح الموضوع غامضاً، لأبسطه بسطاً وأشرحه واضحاً)).(2)
حياة كلها عمل:
((في صباح يوم جميل من ايام الربيع، ذهبت لأجمع الحطب. وكان الأستاذ يعاونني في العمل، فلم اقبل منه ذلك. فقلت:
- أستاذي الكريم إنني أكفيك العمل فلا تتعب نفسك.
أجابني قائلاً:
- أخي، ان همتي وغيرتي لا تسمحان لي بالقعود وأنت تعمل أمامي. فلو عرفتَ ما في الغيرة والهمة من خير لكنت تقضي عمرك كله دون ان تخلد إلى الراحة، فما كانت تفوتك دقيقة فارغة..
حقاً لقد كانت حياته كلها عملاً)).(3)
حفظ الإيمان لا حفظ الطريقة:
((في أول زيارتي للاستاذ وأنا احسبه شيخاً من شيوخ الصوفية بادرني بالقول وقبل ان أتكلم بشئ: (أخي أنا لست شيخاً، أنا امام كالغزالي والإمام الرباني، فأنا مثلهم امام فعصرنا عصر حفظ الإيمان لا حفظ الطريقة).
وفي إحدى زياراتي للاستاذ شربنا الشاي عنده، ولم أنهِ ما في القدح من شاي، وبقيت فيه فضلة منه، فقال لي الأستاذ:
- أخي أنت لاتعرف السنة.
كان يقصد إرشادنا بان إنهاء الشئ في القدح سنة من سنن الرسولy

---------------------

(1) ذكريات/15 ش /248 - 249.من ملا حميد، والمقصود بالحالات المرضية الثلاث لدى سعيد القديم: تجنبه النظرة الحرام، والكذب، وقبول شئ من الناس.
(2) ذكريات/18 Son Şahitler 1/155
(3) ذكريات/27 Son Şahitler 1/114 من ملا حميد

لايوجد صوت