حيواناً حتى النمل)).(1)
نظرة حرام:
((عندما كنا مع الأستاذ في جبل (أرك)، أعددت مجموعة من الأسئلة علني أجد جوابها عنده، ولكن أثناء حديثه في جلستنا الاعتيادية أخذت جواب أسئلتي من دون ان اسأله عنها، وبقى لدى سؤال واحد فقط دون جواب، وهو سؤال يتعلق بالنظر إلى النساء.. ظل السؤال يدور في صدري من دون ان أبوح به، واذا بالأستاذ يضرب فخذه بقوة ويقول:
- أنا لست راضياً عن أعمال سعيد القديم وتصرفاته، سوى ثلاث حالات كانت عنده، فأنا راض عنها...ثم قال:
- كنت أستبدل كل أسبوع ملابسي وأختار أجملها وأكثرها أناقة أيام كنت في استانبول ذات الحياة البراقة البهيجة.. كنت اذهب إلى اجمل مناطقها حتى ان أصدقائي العلماء التفتوا إلى هذه الظاهرة، فعينوا أحدهم -دون علمي- مراقباً لتصرفاتي وأوصوه بملاحظة جميع ما أقوم به واعمل.
وبعد مضي ثلاثة ايام - من المراقبة الخفية - جمعتنا جلسة معهم، فقالوا لي:
يا أخانا سعيد أنت على حق مهما عملت من عمل. فأنت مسدّد إلى الحق وسيوفقك الله.
إستغربت من هذا الكلام ومن حكمهم هذا عليّ، وعندما استفسرت عن السبب. قالوا:
كنا نراقبك منذ ثلاثة أيام، ونحصي تصرفاتك في جميع مناطق استانبول، ومن دون علمك، فلم نر ما يخالف الإسلام قط بل رأيناك منهمكاً بنفسك دون الآخرين، ولهذا نسأل الله أن يوفقك في مسعاك...
نعم! يا أخوتي كما أن ناراً صغيرة بل حقيرة -كعود الكبريت- تحرق غابة عظيمة كثيفة تدريجياً وتجعلها أثراً بعد عين، كذلك النظرة إلى النساء تحرق عمل المؤمن اليومي شيئاً فشيئاً.. وأخشى أن تكون عاقبته وخيمة. ثم أضاف:
-------------------
(1) ذكريات/14 Son Şahitler 1/122 من ملا حميد. ويذكر الأستاذ ان اربعةً من القطط جاءته ضيوفاً عليه ..الخ في المكتوبات/ 336 واورد خاطرة له حول ذكر القطط : يارحيم ..يارحيم. وذلك في الكلمات/ 377