اللمعات | اللمعة التاسعة | 54
(51-68)

نعم! ان الروح من حيث الماهية قانون أمري. ولكن اُلبست وجوداً خارجياً، فهي ناموس ذو حياة، وقانون ذو وجود خارجي.
فالشيخ محي الدين قد نظر الى الروح من حيث ماهيتها فحسب، ويرى الاشياء خيالا حسب مشرب وحدة الوجود.
ولما كان الشيخ قد انتهج مسلكاً مستقلاً وكان صاحب مشرب مهم وله كشفيات ومشاهدات خارقة فانه يلجأ باضطرار الى تأويلات ضعيفة وتكلف وتمحلّ ليطبق بعض الآيات الكريمة حسب مشربه ومشهوداته، مما يخدش صراحة الآية الكريمة ويجرحها.

ولقد بينا في رسائل اخرى المنهج القرآني ومنهج أهل السنة السنية القويم.
فالشيخ ابن عربي له مقام خاص لذاته، وهو من المقبولين، إلا أنه بكشفياته التي لاضوابط لها خرق الحدود وتجاوزها وخالف جمهور المحققين العلماء في كثير من المسائل.
ولأجل هذا تكاد تقتصر طريقته الخاصة به لفترة قصيرة جداً في (صدر الدين القونوي)(1) ويندر أن يستفاد من آثاره استفادة ذات استقامة، مع كونه شيخاً عظيماً عالي القدر وقطباً خارقاً فريد زمانه. بل لا يبحث كثير من العلماء المحققين والاصفياء على قراءة آثاره القيمة، بل قسم منهم يمنعون قراءتها.
------------------

(1) صدر الدين القونوي: هو محمد بن اسحاق بن محمد بن يوسف القونوي الرومي، صدر الدين: من كبار تلاميذ محي الدين بن عربي تزوج ابن العربي اُمه، وربّاه، من كتبه (النصوص في تحقيق الطور المخصوص) في التصوف، وتفسير سورة الفاتحة سمّاه (اعجاز البيان في تفسير ام القرآن). الاعلام للزركلي (6/30)، طبقات المفسرين للداوودي 2/103، تذكرة الحفاظ للذهبي 1491، هدية العارفين لاسماعيل باشا 2/130، طبقات الاولياء لابن الملقن 467 كشف الظنون لحاجي خليفة 455 الطبقات الكبرى للشعراني 1/202. – المترجم.

لايوجد صوت