اللمعات | اللمعة التاسعة | 56
(51-68)

المرآة – التي اخذت حكم صفة المرآة – والصورة التي انتقلت الى الورقة الحساسة انها الشمس، فهذا خطأ، أي ان عبارة (ليس في المرآة غير الشمس) تكون عبارة خطأ، ذلك لان هناك صورة الشمس التي تظهر على المرآة وهناك الصورة المرتسمة خلفها على الورق الحساس، فكل منها لها وجود خاص بها.
فمع أن ذينك الوجودين هما من تجلي الشمس الا انهما ليسا الشمس نفسها.
وكذا فان ذهن الانسان وخياله شبيهان بمثال المرآة هذا. وذلك:
ان المعلومات الموجودة في مرآة فكر الانسان لها وجهان ايضاً: فهي بوجه علم، وبوجه آخر معلوم.
فاذا اعتبرنا الذهن ظرفاً لذلك المعلوم، اصبح ذلك الموجود المعلوم معلوما ذهنيا. فوجوده شيء آخر.
وان اعتبرنا الذهن موصوفا بذلك الشيء الذي حل فيه اصبح صفة للذهن، وذلك الشيء يكون عندئذ علما، وله وجود خارجي. وحتى لو كان لذلك المعلوم وجود وجوهر فسيكون وجوداً خارجياً عرضياً.
فبناء على هذين التمثيلين:
الكون مرآة، وماهية كل موجود مرآة ايضا. هذه المرايا معرضة الى الإيجاد الإلهي بالقدرة الأزلية.
فكل موجود – من جهة – يصبح مرآة لاسم من اسماء الله يبين نقشاً من نقوشه. فالذين هم على مشرب الشيخ ابن عربي قد كشفوا العالم من حيث المرآتية والظرفية والموجود المثالي في المرآة – من زاوية النفي – ومن حيث منعكس صورة ذلك الشيء في المرآة هو عينه. وقالوا: لاموجود إلا هو، دون ان يفكروا بالمراتب الاخرى،

لايوجد صوت