اللمعات | اللمعة التاسعة | 60
(51-68)

وعلى كل حال، يكفي هذا القدر من الاجابة عن سؤالك في الوقت الحاضر. ومتى ما كانت الحاجة جادة اليه ستُبلغون به.
سؤالكم الرابع:
أي سؤال امام الجامع (عمر أفندي) وليس سؤالكم، وهو:
ان طبيباً شقياً يدّعي انه كان لعيسى عليه السلام والد، وزعم انه يستشهد لنفسه بآية كريمة بتأويل جنوني(1).
ان ذلك العاجز قد سعى سابقاً لإحداث خط بحروف مقطعة، بل سعى سعياً حثيثاً في الأمر. فعلمت حينذاك أن ذلك الرجل قد استشعر من اطوار الزنادقة وتصرفاتهم انهم سيحاولون رفع الحروف الإسلامية وازالتها. وكأنه اراد ان يصدّ ذلك التيار الجارف، ولكن دون جدوى.
وقد شعر الآن في هذه المسألة، وفي مسألة الثانية، بهجوم الزنادقة العنيف على الاسس الإسلامية. واظن انه يحاول فتح طريق للمصالحة والسلام، بمثل هذه التأويلات السخيفة التي لا معنى لها.
انه لا والد لعيسى عليه السلام، كما تبينه يقيناً الآية الكريمة: ﴿ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم﴾(آل عمران:59) وامثالها من النصوص القاطعة. لذا لا يؤبه بكلام من يحاول تغيير هذه الحقيقة الرصينة الراسخة، بل لا يقام لقوله وزن ولايستحق الاهتمام به اصلاً، حيث يعدّ مخالفة قانون في التناسل غير ممكناً فيتشبث بتأويلات واهية.
----------------

(1) ان الذي تراس ربع البشرية، وانتقل – بجهة – من نوع البشر الى نوع الملائكة، وترك الارض متخذاً السماء له موطناً .. ان هذا الفرد الانساني الخارق، وهذه اوضاعه الخارقة يقتضي ان تكون له صورة خارقة من قانون التناسل. بينما لا ينسجم ضمه بتأويل داخل قانون التناسل بوجه مشكوك مجهول غير فطري، بل بادنى وجه وطراز من وجوه قانون التناسل، كما لا اضطرار الى ذلك اصلا.
ثم ان صراحة القرآن الكريم لا تتحمل التأويل. ويا عجباً أتُهدم قوانين ثابتة رصينة لم تخرق في اية جهة كانت، وظلت خارقة عن قانون التناسل؛ كقانون الجنس الملائكي وقانون صراحة القرآن، في سبيل ترميم قانون التناسل المتخرق الممزق بمائة جهة وجهة؟ – المؤلف -.

لايوجد صوت