الاجابة عن سؤاله. اذ يريد هذا البائس ان يوجد الوسط بين الكفر والايمان.
فأنا اقول جواباً عن استفسار عمر أفندي، وليس جواباً للكلام التافه لذلك الطبيب.
ان العلة في الاوامر والنواهي الشرعية هي الامر الإلهي ونهيه. اما المصالح والحكم فهي مرجحات يمكن ان تكون اسباباً لمتعلقات الامر الإلهي ونهيه من زاوية اسمَ الله الحكيم..
فمثلاً: يقصر المسافر الصلاة. وهذا القصر له علة وحكمة، فالعلة هي السفر والحكمة هي المشقة. فاذا وجد السفر تقصر الصلاة وان لم تكن مشقة. ولكن لو وُجدت مائة مشقة في البيت فلا تقصر الصلاة دون سفرٍ. اذ وجود المشقة احياناً في عامة السفر كافية لتكون حكمةً لقصر الصلاة وكافية ايضاً لتجعل علة للقصر.
فبناءً على هذه القاعدة الشرعية لا تتغير الاحكام الشرعية بحسب الحكم، بل بحسب العلل الحقيقية.
فان لحم الخنزير – كما ذكره ذلك الطبيب – فيه ضرر، حسب قاعدة (من أكل لحم الخنزير يتصف بصفاته)(1) ففيه مالا يعلمه ذلك الطبيب من اضرار وامراض. فذلك الحيوان لا يشبه سائر الحيوانات الاهلية النافعة التي لا ضرر لها. بل اكل لحمه يورث اضراراً اكثر من نفعه.
----------------
(1) انه مع سبق بلاد الافرنج في رقيها الخارق وتقدمها في المدنية وفي العلوم الحديثة وفي العلوم الانسانية فان ضلالهم ضلال الخنازير في ظلمات الفلسفة المادية ومتاهات الطبيعة منافٍ كلياً لذلك الرقي والتقدم والعلوم. اسائل ألا يكون في ذلك دخل لأكل لحم الخنزير؟
وان الدليل على ان مزاج الانسان يتأثر بما يتغذى به هو المثل المشهور: (من دام على اكل اللحم اربعين يوماً اصيب بقساوة القلب). – المؤلف.