اللمعات | اللمعة الثالثة عشرة | 146
(119-150)

السموات والارض التي لها علاقة بالانسان لاتبكي على جنازة أهل الضلالة عند موتهم.. أي انها راضية لفراقهم مرتاحةٌ بموتهم.
وانها تشير ضمناً ان السموات والارض تبكي على جنازة أهل الهداية عند موتهم، فلا تتحمل فراقهم، إذ إن الكائنات جميعاً مرتبطة مع أهل الإيمان، وذات علاقة بهم، وانها راضيةٌ عنهم، ولأنهم يعرفون بالإيمان رب العالمين فيحملون حباً للموجودات ويقدرون قيمتها، وليسوا كاولئك الضالين الذين يضمرون العَداء للموجودات ويحقرونها.
فيا ايها الانسان! تأمل في عاقبتك، وفكر في مصيرك، فأنت لا محالة صائر الى الموت، فان كنت ممن جعل هواه تبعاً للشيطان، فان جميع الذين حولك من الجيران حتى الأقارب سيُسّرون بنجاحهم من شرورك، وان كنت مستعيذاً بالله من الشيطان الرجيم ومتبعاً لأوامر القرآن الكريم وسنة حبيب رب العالمين y فستحزن عليك السموات والارض، وتبكي معنىً لفراقك الموجوداتُ جميعها فيشيعونك بهذا المأتم العلوي والنعي الشامل الى باب القبر معبرين بذلك عما اُعدّ لك من حسن الاستقبال حسب درجتك في عالم البقاء.
الاشارة الثالثة عشرة:
تتضمن ثلاث نقاط:
النقطة الاولى:
ان اعظم كيدٍ للشيطان هو خداعه لضيقي الصدر، وقاصدي الفكر من الناس، من جهة عظمة الحقائق الإيمانية بقوله: كيف يمكن تصديق ما يقال: أن واحداً أحداً هو الذي يدبر ضمن ربوبيته شؤون جميع الذرات والنجوم والسيارات وسائر الموجودات ويدير أمورها بأحوالها كافة؟ فكيف تُصدّق وتَقرُّ في القلب هذه المسألة العجيبة العظيمة؟ وكيف يقنع بها الفكر؟.. مثيراً بذلك حساً إنكارياً من نقظة عجز الانسان وضعفه.
الجواب: (الله اكبر) هو الجواب الحقيقي الملجم لهذه الدسيسة الشيطانية وهو المسكت لها.

لايوجد صوت