اللمعات | اللمعة السابعة عشرة | 220
(193-236)

﴿عَمّ يِتَساءَلون﴾(النباء:1) ﴿قل اللهم مالك الملك ﴾(آل عمران:26) وأمثالهما من الآيات الكريمة.

المذكرة الثانية عشرة
يا احبائي المستمعين لهذه المذكرات، اعلموا!
اني قد اكتب تضرّع قلبي الى ربي مع ان من شأنه ان يُستَر ولا يُسطَر، رجاءً من رحمته تعالى ان يقبل نُطق كتابي، بدلاً عني إذ أسكت الموت لساني.. نعم، لا تسع توبة لساني في عمري القصير كفارة لذنوبي الكثيرة. فنطقُ الكتاب الثابت الدائم أوفى لها. فقبل ثلاث عشرة سنة واثناء اضطراب روحي عارم وفي غمرة تحول ضحكات (سعيد القديم) الى بكاء (سعيد الجديد) أفقت من ليل الشباب على صبح المشيب فسطرت هذه المناجاة باللغة العربية، اوردها هي:
ياربي الرحيم وياإلهي الكريم!
قد ضاع بسوء اختياري عمري وشبابي، وما بقي من ثمراتها في يدي الاّ آثام مؤلمة مُذلة، وآلام مضرّة مُضلة، ووساوسٌ مزعجة معجزة، وانا بهذا الحمل الثقيل، والقلب العليل، والوجه الخجيل متقربٌ – بالمشاهدة – بكمال السرعة، بلا انحراف وبلا اختيار كآبائي واحبابي واقاربي واقراني الى باب القبر، بيت الوحدة والانفراد في طريق ابد الآباد، للفراق الابدي من هذه الدار الفانية الهالكة باليقين، والآفلة الراحلة بالمشاهدة، ولا سيما الغدارة المكارة لمثلي ذي النفس الامارة.
فيا ربي الرحيم ويا ربي الكريم!
أراني عن قريب لبستُ كفني وركبت تابوتي، وودعت أحبابي، وتوجهت الى باب قبري، فأنادي في باب رحمتك: الأمان الأمان ياحنان يامنان، نجني من خجالة العصيان.

لايوجد صوت