اللمعات | اللمعة السابعة عشرة | 223
(193-236)

نعم انه ينبغي الاّ يفكر الانسان – بما لديه من الجزء الاختياري – بالنتائج التي يتولاّها الله سبحانه.
فمثلاً: يزداد حماس بعض الاخوة وشوقهم الى رسائل النور باستجابة الناس لها، فينشطون اكثر.. ولكن عندما لا يستجيب لها الناس، تفتُر قوة الضعفاء المعنوية وتنطفىء جذوة شوقهم. والحال ان سيدنا الرسول الاعظم y وهو الاستاذ الاعظم ومقتدي الكل والرائد الاعلى قد اتخذ الامر الإلهي: ﴿وما على الرسول الاّ البلاغُ المبينُ﴾(النور:54) دليلاً ومرشداً له، فكلما أعرض الناس عن الاصغاء وتولوا عنه ازداد جهاداً وسعياً في سبيل التبليغ. لانه عَلم يقيناً ان جعل الناس يصغون ويهتدون انما هو من شؤون الله سبحانه، وفق الآية الكريمة: ﴿إنك لا تهدي مَن أحببتَ ولكنَ الله يَهدي مَن يشاءُ﴾(القصص:56). فما كان يتدخل y في شؤونه سبحانه.
لذا فيا اخوتي! لا تتدخلوا في اعمال وشؤون لا تعود اليكم ولا تبنوا عليها اعمالكم ولا تتخذوا طور الاختبار تجاه خالقكم.
 المسألة الثانية:
ان غاية امتثالُ امر الله ونيلُ رضاه، فالداعي الى العبادة هو الامر الإلهي، ونتيجتها نيلُ رضاه سبحانه. اما ثمرتها وفوائدها فأخروية. الاّ انه لا تنافي العبادة اذا مُنحت ثمراتٌ تعود فائدتها الى الدنيا، بشرط الاّ تكون علتها الغائية، وألاّ يُقصد في طلبها. فالفوائد التي تعود الى الدنيا والثمرات التي تترتب عليها من نفسها وتمنح من دون طلب لاتنافي العبادة، بل تكون بمثابة حث (وترجيح) للضعفاء. ولكن اذا صارت الفوائد الدنيوية او منافعها علةً، او جزءاً من العلة لتلك العبادة او لذلك الورد او الذكر فانها تُبطل قسماً من تلك العبادة. بل تجعل ذلك الورد الذي له خصائص عدة عقيماً دون نتيجة.

لايوجد صوت