اللمعات | اللمعة السابعة عشرة | 224
(193-236)

فالذين لا يفهمون هذا السر، ويقرأون (الاوراد القدسية للشاه النقشبند) مثلاً التي لها مئات من المزايا والخواص، او يقرأون (الجوشن الكبير) الذي له ألفٌ من المزايا والفضائل وهم يقصدون بعض تلك الفوائد بالذات، لا يجدون تلك الفوائد، بل لن يجدوها ولن يشاهدوها، وليس لهم الحق لمشاهدتها البتة؛ لأنه لا يمكن ان تكون تلك الفوائد علة لتلك الاوراد، فلا تُطلب منها تلك الفوائد قصداً، لان تلك الفوائد تترتب بصورة فضل إلهي على ذلك الوِرد الذي يُقرأ قراءة خالصةً دون طلب شيءٍ. فأما اذا نواها القاريء فان نيتها تُفسد اخلاصه جزئياً، بل تخرجها من كونها عبادةً، فتسقط قيمتها.
بيد ان هناك امراً آخر، هو أن اشخاصاً ضعفاء بحاجة دائمة الى مشوّق ومرجح فاذا ما قرأ الاوراد قراءة خالصة لله متذكراً تلك الفوائد فلا بأس في ذلك، بل هو مقبول.
ولعدم ادراك هذه الحكمة، يقع الكثيرون فريسة الريب والشك عند عدم وجدانهم تلك الفوائد التي رُويت عن الاقطاب والسلف الصالحين، بل قد ينكرونها.
 المسألة الثالثة:
(طُوبى لمنْ عَرَف حدّه ولم يتجاوز طَوره).
ان هناك تجليات للشمس على كل شيء. ابتداءً من اصغر ذرة وبلورة زجاج وقطرة ماء ومن الحوض الكبير والبحر العظيم، وانتهاءً بالقمر والكواكب السيارة. كل منها يعرف حدّه ويطبع على نفسه انعكاس الشمس وصورتها حسب قابليته. فتستطيع قطرة ماءٍ أن تقول: عندي انعكاسٌ للشمس، وذلك حسب قابليتها. ولكن لا تجرؤ على القول: انا مرآة للشمس كالبحر.
كذلك الامر في مقامات الاولياء، ففيها مراتبٌ عدّة، حسب تنوّع تجليات الاسماء الإلهية الحسنى، فكلُ اسم من الاسماء الحسنى له تجلياتٌ – كالشمس في المثال – ابتداءً من القلب وانتهاءً بالعرش.

لايوجد صوت