اللمعات | اللمعة السابعة عشرة | 228
(193-236)

على بعض طلاب رسائل النور، ممن افاض الله عليهم من نعَمه (امثال خسرو ورأفت..) فالتبس عليهم الاقتران بالعلة، فكانوا يبدون الرضى باستاذهم ويثنون عليه ثناءً مفرطاً. والحال ان الله سبحانه قد قَرنَ نعمةَ استفادتهم من الدروس القرآنية مع احسانه الى استاذهم من نعمة الافادة، فالامر اقترانٌ ليس الاّ.
فهم يقولون: لو لم يقدم استاذنا الى هنا، ما كنا لنأخذ هذا الدرس الإيماني، فافادته اذن هي علةٌ لاستفادتنا نحن. وانا اقول: يا اخواني الاحبة، ان الحق سبحانه وتعالى قد قَرَن النعمة التي انعمها عليّ بالتي انعمها عليكم، فالعلة في كلتا النعمتين هي الرحمة الإلهية.
وقد كنت يوماً اشعر بامتنان بالغ نحو طلاب يملكون قلماً سيالاً مثلكم ويسعون الى خدمة النور. فالتبس عليّ الاقتران بالعلة، فكنت اقول: تُرى كيف كان ينهض في أداء خدمة القرآن الكريم من كان مثلي في رداءة الخط، لولا هؤلاء الطلبة؟. ولكن فَهمتُ بعدئذ ان الحق سبحانه وتعالى بعد ما أنعم عليكم النعمة المقدسة بجودة الكتابة، مَنّ عليّ بالتوفيق في السير في هذه الخدمة القرآنية، فاقترن الامران معاً، فلا يكون احدهما علة للآخر قط، لذا فلا أقدم شكري وامتناني لكم، بل ابشركم واهنئكم. وعليكم انتم كذلك ان تدعوا لي بالتوفيق والبركة بدلاً من الرضى والثناء.
ففي هذه المسألة ميزانٌ دقيقٌ تُعرف به درجات الغفلة والشرك الخفي.
 المسألة الخامسة:
كما انه ظلم عظيم اذا ما أعطي الى شخص واحد ما تملكه الجماعة، ويكون الشخص مرتكباً ظلماً قبيحاً اذا ما غصبَ ما هو وقفٌ للجماعة، كذلك الامر في النتائج التي تتحصل بمساعي الجماعة وعملهم، والشرف والمنزلة المترتبة على محاسن الجماعة وفضائلها، اذ ما أُسند الى رئيسها او استاذها او مرشدها يكون ظلماً واضحاً بحق

لايوجد صوت