بان اية مقاومة فردية – مهما كانت قوية – مغلوبة على امرها تجاه ذلك الشخص المعنوي للضلالة.
6. ولاجل انقاذ الحق من صوله الباطل.
7. ترك غرور النفس وحظوظها.
8. وترك ما يُتصور خطأً انه من العزة والكرامة.
9. وترك دواعي الحسد والمنافسة والاحاسيس النفسانية التافهة.
بهذه النقاط التسع يُظفر بالاخلاص ويوفي الانسان وظيفته حق الوفاء ويؤديها على الوجه المطلوب(1).
السبب الثالث:
ان اختلاف اهل الحق ليس ناشئاً عن الوضاعة وفقدان الهمة، كما ان اتفاق اهل الضلالة ليس ناشئاً عن علو الهمة، بل ان اختلاف اهل الهداية نابع من سوء استعمال علو الهمة والافراط فيه، واتفاق اهل الضلالة مردّه الضعف والعجز الحاصلان من انعدام الهمة.
والذي يسوق اهل الهداية الى سوء استعمال علو الهمة وبالتالي الى الاختلاف والغيرة والحسد، انما هو المبالغة في الحرص على الثواب الاخروي – الذي هو في حد ذاته خصلة ممدوحة – وطلب الاستزادة منها دون قناعة وحصرها على النفس. وهذا يستدرج الحريص شيئاً فشيئاً حتى يصل به الامر ان يتخذ وضعاً منافساً ازاء اخيه الحقيقي الذي هو بأمس الحاجة الى محبته ومعاونته واخوته والاخذ بيده، كأن يقول – مثلاً – لأغنم انا بهذا الثواب، ولأرشد أنا
--------------
(1) لقد ثبت في الحديث الصحيح ان المتدينين الحقيقين من النصارى سيتفقون في آخر الزمان مستندين الى اهل القرآن للوقوف معاً تجاه عدوهم المشترك الزنادقة، لذا فاهل الإيمان والحقيقة في زماننا هذا ليسوا بحاجة الى الاتفاق الخالص فيما بينهم وحده. بل مدعوون ايضاً الى الاتفاق حتى مع الروحانيين المتدينين الحقيقين من النصارى، فيتركوا مؤقتا كل ما يثير الخلافات والمناقشات دفعاً لعدوهم المشترك الملحد المتعدي. – المؤلف.