اللمعات | اللمعة العشرون | 260
(254-270)

هؤلاء الناس وليسمعوا مني وحدي الكلام، وامثالها من طلب المزيد من الثواب لنفسه. او يقول: لماذا يذهب تلاميذي الى فلان وعلان؟ ولماذا لا يبلغ تلاميذي عدد تلاميذه وزيادة؟ فتجد روح الانانية لديه – بهذا الحوار الداخلي - الفرصة سانحة لترفع رأسها وتبرز، فتسوقه تدريجاً الى التلوث بصفة مذمومة، تلك هي التطلع الى حب الجاه، فيفوته الاخلاص وينسد دونه بابه، بينما ينفتح باب الرياء له على مصراعيه.
ان علاج هذا الخطأ الجسيم والجرح البليغ والمرض الروحي العضال هو:
العلم بان رضى الله لا ينال الا بالاخلاص، فرضاه سبحانه ليس بكثرة التابعين ولا باطراد النجاح والتوفيق في الاعمال، ذلك لان تكثير التابعين والتوفيق في الاعمال هو مما يتولاه الله سبحانه بفضله وكرمه، فلا يُسأل ولا يطلب بل يؤتيه الله سبحانه من يشاء.
نعم، رُبّ كلمة واحدة تكون سبباً للنجاة من النار وتصبح موضع رضى الله سبحانه، ورُبّ ارشاد شخص واحد يكون موضع رضى الله سبحانه بقدر ارشاد الف من الناس. فلا ينبغي أن يُؤخذ الكمية كثيراً بنظر الاعتبار.
ثم ان الاخلاص في العمل ونشدان الحق فيه انما يُعرف بصدق الرغبة في افادة المسلمين عامةً اياً كان مصدر الاستفادة ومن أي شخص صدر. وإلا فحصر النظر بان يؤخذ الدرس والارشاد مني فقط لأفوز بالثواب الاخروي هو حيلة النفس وخديعة الانانية.
فيامن يحرص على المزيد من الثواب ولا يقنع بما قام به من اعمال للآخرة! اعلم ان الله سبحانه قد بعث انبياء كراماً، وما آمن معهم إلاّ قليل. ومع ذلك نالوا ثواب النبوة العظيم كاملاً غير منقوص. فليس السبق والفضل اذن في كثرة التابعين المؤمنين، وانما في نيل شرف رضى الله سبحانه. فمن انت ايها الحريص حتى ترغب ان يسمعك الناس كلهم، وتتغافل عن واجبك وتحاول ان تتدخل في تدبير

لايوجد صوت