اللمعات | اللمعة الرابعة والعشرون | 349
(337-354)

اثمن من الالماس، بل تصرف وجهه الى هذه الدنيا التي لاتعدل قطعاً زجاجية فانية، ثم تشفق على ولدها وتحنو عليه في هذا الجانب من الحياة. وما هذا الااساءة في استعمال تلك الشفقة.
ان مما تثبت بطولة النساء في تضحيتهن العظيمة دون انتظار لأجر ولاعوض، من دون فائدة يجنينها لانفسهن ومن دون رياء واظهار لأنفسهن، هي استعدادهن للفداء بأرواحهن لأجل الولد، اقول ان مما يثبت ذلك هو ما نراه في الدجاجة التي تحمل مثالا مصغراً من تلك الشفقة، شفقة الامومة وحنانها، فهي تهاجم الاسد، وتفدي بروحها، حفاظا على فراخها الصغار.
وفي الوقت الحاضر، ان ألزم شيء واهم اساس في التربية الإسلامية واعمال الآخرة، انما هو (الاخلاص) فمثل هذه البطولة الفائقة في الشفقة تضم بين جوانحها الاخلاص الحقيقي.
فاذا ما بدت هاتان النقطتان في تلك الطائفة المباركة، طائفة النساء، فانهما سيكونان مدار سعادة عظمى في المحيط الإسلامي.
اما تضحية الآباء فلا تكون دون عوض قطعاً، وانما تطلب الاجر والمقابل من جهات كثيرة تبلغ المائة، وفي الاقل تطلب الفخر والسمعة. ولكن مع الاسف فان النساء المباركات يدخلن الرياء والتملق بطراز آخر وبنوع آخر نتيجة ضعفهن وعجزهن، وذلك خلاصا من شر ازواجهن الظلمة وتسلطهم عليهن.
النكتة الثانية:
لما كنت في هذه السنة معتزلا الناس مبتعداً عن الحياة الاجتماعية، نظرت الى الدنيا نزولا لرغبة اخوة واخوات من النوريين، فسمعت من اغلب من قابلني من الاصدقاء، شكاوى عن حياتهم الاسرية. فتأسفت من الاعماق وقلت: (اوَ دَبّ الفسادُ في هذه الحياة ايضاً؟ ان الحياة الاسرية هي قلعة الانسان الحصينة، ولاسيما المسلم، فهي كجنته المصغرة ودنياه الصغيرة).

لايوجد صوت