اللمعات | اللمعة الرابعة والعشرون | 351
(337-354)

وكم هي سعيدة تلك الزوجة التي ترى زوجها متدينا فتتمسك بأهداب الدين لئلا تفقد رفيقها الابدي، فتفوز بسعادة آخرتها ضمن سعادة دنياها!
وكم هو شقي ذلك الزوج الذي يتبع زوجته التي ارتمت في احضان السفاهة فيشاركها ولا يسعى لانقاذها!
وما اشقاها تلك الزوجة التي تنظر الى فجور زوجها وفسقه وتقلده بصورة اخرى!
والويل ثم الويل لذينك الزوجين اللذين يعين كل منهما الآخر في دفعه الى النار، أي يغري كل منهما الآخر للانغماس في زخارف المدنية.
وفحوى هذه الجمل التي وردت بهذا المعنى في رسائل النور هو:
انه لا يمكن ان يكون – في هذا الزمان – تنعمّ بحياة عائلية وبلوغ لسعادة الدنيا والآخرة وانكشاف لسجايا راقية في النساء الا بالتأدب بالآداب الإسلامية التي تحددها الشريعة الغراء.
ان اهم نقطة وجانب في حياة الاسر في الوقت الحاضر هي:
انه اذا ما شاهدت الزوجة فسادا في زوجها وخيانة منه وعدم وفاء، فقامت هي كذلك – عنادا له – بترك وظيفتها الاسرية وهي الوفاء والثقة فتفسدهما، يختل عندئذٍ نظام تلك الاسرة كليا ويذهب هباء منثوراً، كالاخلال بالنظام في الجيش.
فلابد للزوجة ان تسعى جادة لإكمال نقص زوجها واصلاح تقصيره كي تنقذ صاحبها الابدي، والا فهي تخسر وتتضرر في كل جانب اذا ما حاولت اظهار نفسها وتحبيبها للآخرين بالتكشف والتبرج، لان الذي يتخلى عن الوفاء يجد جزاءه في الدنيا ايضاً. لان فطرتها تتجنب غير المحارم وتشمئز منهم. فهي تحترز من ثمانية عشرة شخصاً من كل عشرين شخصاً اجنبياً، بينما الرجل قد لا يشمئز من النظر الى امرأة واحدة من كل مائة اجنبية.

لايوجد صوت