حجور العقارب والافاعي بدلاً من كونهما الآن دفائن النور وكنوز البهجة.
فما دامت الامراض تحمل في مضامينها هذه المنافع الكبيرة فلا يجوز الشكوى منها، بل يجب الاعتماد على الرحمة الإلهية بالتوكل والصبر بل بالحمد والشكر.
الدواء الرابع عشر
ايها المريض المسدل على عينيه! اذا ادركت ان هناك نوراً، واي نور! وعيناً معنوية تحت ذلك الحجاب المسدل على أعين أهل الإيمان، فستقول: (شكراً والف شكر لربي الرحيم). وتوضيحاً لهذا المرهم سأورد الحادثة الآتية:
لقد اصيبت عمة (سليمان) وهو من (بارلا) الذي ظل يخدمني دون أن يملني يوماً او يضيق مني بشيء طوال ثماني سنوات خدمة مقرونة بكمال الوفاء والاحترام… اصيبت هذه المسكينة بالعمى فانطفأ نور عينها، ولفرط حسن ظن تلك المرأة الصالحة بي اكثر مما استحق بكثير تشبثت بي وانا اغادر المسجد قائلة: (بالله عليك ادع الله لي من اجل عيني)، وانا بدوري جعلت صلاح تلك المرأة المباركة المؤمنة قريباً وشفيعاً لدعائي فدعوت الله بتضرع وتوسل قائلاً: (اللهم ياربنا بحرمة صلاحها اكشف عن بصرها). وفي اليوم التالي جاء طبيب من ولاية (بوردور) القريبة، وهو مختص بالعيون، فعالجها، فردّ الله عليها بصرها، وبعد اربعين يوماً عادت عينها الى حالتها الاولى، فتألمت لذلك كثيراً ودعوت دعاءً كثيراً، وارجو ان يكون دعائي مستجاباً على حساب آخرتها والاّ فان دعائي ذلك سيصبح - خطأ- دعاءً عليها، حيث قد بقيت لتستوفي اجلها اربعين يوماً فقط، اذ بعد اربعين يوماً مضت الى رحمة الله.
وهكذا، فان حرمان هذه المرأة المرجوة لها الرحمة من نعمة النظر ببصر الشيخوخة العطوف والاستمتاع بجمال الحدائق الحزينة